حسين صقر
قواعد اللعبة الأميركية والغربية في سورية والمنطقة تتغير يوماً بعد آخر، ومن يبحث في التفاصيل والجزئيات يرى أن سورية وحلفاءها قلبوا طاولات الكؤوس التي أعدها داعمو التنظيمات الإرهابية على رؤوس معدّيها، ليضعوا بدلا عنها طاولات ملأى بالأوراق التفاوضية التي تخلص سورية والمنطقة من براثن الغرب الذي لم يرسل «داعش» وملحقاته إلا للقضاء على الدول العربية ومسحها بشكل كامل عن الخريطة الدولية.
الطاولات التي فردها الغرب وعملاؤه في المنطقة، وملأ سطوحها بالكؤوس كي يشربوا نخب الانتصار على سورية، تبعثرها المفاجآت التي تلقي بظلالها مع بزوغ كل فجر، حيث بات من المؤكد أن اي خطوة يريد أولئك استكمالها لقلب الموازين على الأرض مجرد خيال، لأننا الآن أمام تحد حقيقي لاجتثاث كل عصابات الإرهاب على اختلاف مسمياتها.
الإدارة الأميركية الجديدة بزعامة ” الديمقراطي” جو بايدن تأخرت تصريحاتها كثيراً، وإن اتخذت بعض الخطوات العرجاء والإجراءات المرتبكة، عندما سلمت حقول النفط لعملائها ممن يُسمون “قسد” ، وأعطت الإذن من جديد للنظام التركي لسرقة النفط السوري، وبذلك تكون قد كشفت عن نياتها المبيتة بتفويض وتوكيل جديد لأجرائها في المنطقة من أجراء وأنظمة.
منذ البداية لو عملت أميركا على تقريب وجهات النظر، والتزمت المعايير الصحيحة لتسوية الأزمات العاصفة في دول المنطقة، وابتعدت عن دعم وتمويل الإرهاب، لما وضعت نفسها في موقف حرج جعلها تتمادى كثيراً وتصعد، وتفتح النار على التسويات السياسية والمقبلين عليها، ثم تجهد للبحث عن وسيلة لإعادة نفسها إلى المكان الذي يساعدها على استخدام نفوذها بما يخدم مصلحتها ومصلحة الدول التي أنشأت فيها تلك الأزمات، لكن سرعان ما فقدت البوصلة في كيفية إدارة علاقاتها ولم تعد قادرة على التعريف عن نفسها نتيجة التلون الكثير في المواقف.
النظام الأميركي ليس النظام الوحيد الذي يتخبط في الميدان السياسي، فأردوغان أيضاً يعيش الحالة عينها، بعد إخفاقه بالضغط على أوروبا للقبول بالابتزاز المالي الذي حاول فرضه عليه قبل سنوات، ويجدده كلما ضاقت به السبل.
خاص للسلطة الرابعة