عبد الحليم سعود:
مع (تحسّن) الأوضاع المعيشية و(انفراجها) بشكل ملحوظ ، وارتفاع الأسعار بصورة قياسية نتيجة صعود (الأخضر) إلى أرقام جديدة كل يوم (لا أحب أن أتورط بتحديد الرقم) حفاظاً على الطاقة الايجابية لديكم من جهة وكي لا أقع بالغلط (لاسمح الله) من جهة أخرى، “والرجاء لا تفهموني غلط”، أصبح لزاماً علينا العودة إلى التنبؤات والتنجيم وقراءة الكف والأبراج والضرب بالمندل والرمل والكف و(البوكس) والعصا و ….. (حاشاكم) لمعرفة ما ينتظرنا في الأيام القادمة من (انفراجات) (جكر بكل المتنبئين والمنجمين ومن لف لفهم)، ولا بأس إذا استعنا ببعض “الحكمة” الصادرة من أفواه (المجانين) بعد أن خذلتنا حكمة العقلاء ممن يحضوننا على الصبر والتقشف وشد الأحزمة..!
وبما أن التبرعات والأعمال التطوعية والخيرية باتت هذه الأيام “متل الكشك” بحيث لا يوجد فقير ولا جائع ولا محتاج ولا متسول في بلادنا أكثر من موظف الدولة (المشحتف)، فقد نويت التبرع ببعض التوقعات “والرزق على رب العباد”..!
ــ يحتمل – والعلم عند شركة محروقات – أن تصلكم رسائل الغاز قبل بلوغكم سن التقاعد والشيخوخة، بحيث تذهبون لاستلام اسطواناتكم (الذهبية) من أقرب معتمد وانتم بكامل الأناقة (طقم رسمي قديم وطقم أسنان جديد وبروكة شعر سوداء)، إذ من المرجح أن تنتهي هذه الأزمة خلال الألفية الحالية على أقرب تقدير، مع جهلي بمعرفة السنة والشهر واليوم والساعة المحددة لذلك ونوع “الألوكة” عفوا الرسالة التي ستحملها، ولا يخطر في بال أحد أن تزدهر السوق السوداء أو تفرز أثرياء جدد من باعة الغاز، فهذه من الشائعات المغرضة التي تثير “الفتنة” والفتنة أشد سوءاً من الأسعار، لعن الله من رفعها (عفوا) أيقظها..!
ــ يحتمل أن توزع كامل الدفعة الأولى من المازوت على مستحقيها قبل آخر الصيف ( ليس مهما تحديد أي صيف أو أي فصل أو أي سنة) ، بحيث يتم توفيرها لأغراض أخرى لا علاقة لها لا بالتدفئة ولا الاستحمام، لذلك أنصح بملئها في قوارير صغيرة واستخدامها كزجاجات “عطر” في المناسبات الباردة..!
ــ يحتمل أن تتقلص الزحمة على الأفران عندما ينفد الطحين منها، وأن يصبح الخبز متوفراً بكثرة في حال أقلع الناس عن تناوله واستبدلوه بالكاتو والبتيفور أسوة بماري أنطوانيت، كما يرجح أن يصبح لباعة الخبز على الأرصفة نقابة تدافع عن حقوقهم أسوة بباقي النقابات، كما يحتمل أن يتناقص عدد المنتسبين للنقابات الأخرى بسبب تفضيلهم الالتحاق بهذه النقابة أو مثيلاتها, وأن يصبح لبياعي الغاز والمازوت والبنزين على الطرقات والفروج والعقارات والسيارات والموبايلات والدولارات ممثلين في المجالس المحلية والبلديات والبرلمان لأنهم باتوا شريحة مهمة في المجتمع تتلاعب بالاقتصاد الوطني و”تحرق نفس” باقي الشرائح بكل مودة..!!
ــ يحتمل أن يكف سائقو التكسي والسرفيس عن بيع مخصصاتهم المدعومة من البنزين والمازوت في السوق السوداء عندما يبطلوا هذا الكار ويلتحقوا بكار آخر، وأن يتطور الذوق الموسيقي لديهم بعد الطفرة التكنولوجية التي أتاحت لهم شراء جوالات ذكية، بحيث يتحولوا إلى موضة “جنوا نطوا” بدل (الحب عذاب) و(أضنيتني بالهجر) و( أراك عصي الدمع) و (كتاب حياتي ياعين ما شفتو زيو كتاب)
ــ يحتمل أن “تفهموني غلط” وتصنفوني ضمن اليائسين المحبَطين المشعوذين، وها أنا ذا أبشركم بأنني “ملك” الطاقة الإيجابية بدون منازع.. لست الوحيد بل ثمة ما لا يُعدّ ولا يحصى من أمثالي في مؤسسات القطاع العام والوظائف الرسمية، و(دقوا عالخشب) إذا كان لديكم خشب ولم تستخدموه لأغراض التدفئة ..!