الدكتور : عامر خربوطلي
يتابع مواطننا (سعيد) شريط ذكرياته أيام الزمن الجميل وكيف كان وبكل بساطة يستطيع أن يصطاف ويتنزه في أماكن جميلة جبلية كانت أو ساحلية بنفقات بسيطة غير ذات أهمية وكان موضوع (شم الهوى) كما كان يسمى حينها ليس بالقيمة الكبيرة التي تثقل كاهله وكان سيران (الربيع) في غوطة دمشق وشوي لحم الغنم البلدي الطازج مع جميع ما يحتاجه هذا السيران من مقبلات وفواكه وتسالي لا يشكل إلا جزءُ بسيطاً جداً من دخله الشهري.
وحبس مواطننا سعيد أنفاسه ليحاول المقارنة بين الماضي السعيد والواقع الحالي المرير وكيف أصبح (السيران ) حلم أغلبية السكان وكيف أصبح رؤية البحر يحتاج لميزانية مالية مستقلة قد تتجاوز دخله لأكثر من ثلاثة أشهر، إنها مفارقات غير مفهومة تساءل المواطن السعيد وهو يهم بدخول مطعم شعبي ليتناول طبقه المفضل (الفول المدمس) والأكثر انتشاراً في هذا الزمن الصعب وأغمض عينيه ليتذكر بعضاً من أماكن الطبيعة الجميلة في وطنه وشلالات المياه العذبة وغابات الصنوبر الرائعة والسهول المليئة بشقائق النعمان، ليعود بعد هذه الرحلة بخياله ليسمع صاحب المطعم يخاطبه بأن صحن الفول أصبح سعره مضاعفاً بسبب غلاء جميع مكوناته ودخل في قائمة طعام الميسورين إنه زمن الغلاء الفاحش والمتوحش قالها المواطن سعيد بألم وحسرة.
دمشق في 17/2/2021.
حديث الأربعاء الاقتصادي رقم (117)
(حلم المواطن سعيد رقم /5/)