جديد 4E

عكازة التسويق .. !

وصال عبد الواحد – السلطة الرابعة

التسويق هو فنٌّ من فنون الإدارة الذي يعتمد في مفهومه الأساسي على دراسة متطلّبات السوق واحتياجات المستهلك، وذلك من خلال التعاون والتنسيق بين الجهات المعنية لوضع خطّة عمل هادفة، تنتج عنها أدوات فعّالة وآليات مُحكمة للتنفيذ على الأرض، لنصل من خلالها إلى الهدف المُعلن الرئيسي من عملية التسويق والذي يصبّ أولاً في الاهتمام بالمستهلك، لينتهي أخيراً بسدّ الفجوة بينهم وبين المنتجات المُتاحة. ثمّ يأتي بعد ذلك التركيز على بقية الخطوات والعناصر الأخرى المرتبطة بإنجاح تلك المهمّة كالإعلان وجودة المنتج والسعر والترويج والمكان وما قد يتبعها من تفاصيل أخرى.

دعونا نتوقّف قليلاً عند مفهوم “الطلب والحاجة” الذي قد يعتبره البعض بسيطاً، في حين يجده الكثيرون معقّداً وخاصّة في ظل الحصار الجائر الذي يفرضه قانون قيصر الأمريكي الذي يوجّه سلاحه الاقتصادي الخطير على الحكومة والشعب السوري!!

فإذا ما حاولنا أن نُسقط ذلك المفهوم على متطلّبات واحتياجات السوق والمستهلك، سنجد اليوم بأنّ العملية التسويقية قد أصيبت بخللٍ واضح في إحدى ركائزها المهمّة، مما جعلها تسير بخطوات قصيرة وغير ثابتة، قد تدفعها لاحقاً للاستناد إلى عكاّزة، كي تساعدها في المضي قُدماً في وجه المطبّات الجديدة المحتملة التي يفرضها واقعٌ متعبٌ يعاني من نقصٍ حادّ في بعض عناصر الإنتاج والخدمات والتي انعكست بدورها على الاحتياجات الأساسية للمواطن.

وفي محاولة متواضعة مني سأحافظ على المعنى الجذّاب والمشوّق لمفهوم التسويق، ولن أخوض بتلك التفاصيل المعقّدة والمرتبطة بتلبية الاحتياجات (العنصر الأهم في عملية التسويق) وذلك من خلال التركيز على نظرية بحوث الدوافع “هرم ماسلو” والذي تنطلق منه جميع الدراسات والأبحاث التي تُعنى بدراسة الجمهور المستهدف وتأمين احتياجاته، لأنّ الحديث الدائم عنها وعن الأسباب المؤديّة لها قد أصابتنا جميعاً بالملل والإحباط وبدأت تدفعنا للدخول في مرحلة جديدة من فقدان احترام الذات.

وسأكتفي فقط بالإضاءة على الجانب الآخر المتعلّق بالإعلان (العنصر الثاني من التسويق) والذي من خلاله تستطيع جميع الوزارات والمؤسسات متمثّلةً بوزرائها ومدرائها من الاعتماد عليه كثيراً “في الأيام القادمة” عبر إطلالات متكرّرة وتصريحات ومبرّرات أقلّ ما نرجوه أن تكون صادقة ومُقنعة، مستندين في ذلك إلى أرقام إحصائية جديدة ودراسات غير منفصلة عن الواقع ترضي عقل المتابع، ولا مانع من تقديم رسائل الاعتذار في حالة التقصير مثلاً، والتي من شأنها أن تخفّف قليلاً من هواجس الخوف والقلق، والوصول أخيراً لطرح مجموعة من الخطط والحلول والبدائل، لنكون بعدها واثقين بل وقادرين على فهم الرسالة بالشكل الصحيح، وحماية عقولنا من مصادر التشويش التي قد تؤثّر بشكل سلبيّ في عملية الاتصال المرتبطة بشكل كبير في تحقيق جميع الأهداف الإدارية المرجوّة.