الدكتورة أماني محمد ناصر
استيقظتْ مذعورة كالعادة، للمرة العاشرة تشعر بالمشاعر ذاتها… وتكرر الأمر معها على مدى أيام ثلاثة… كانت تشعر بأنّ هناك كائناً روحانياً معها، يحميها أينما ذهبت، وطالما شكرت ربها على هذه النعمة…
شربت فنجان قهوتها على مضض وقررت أن تبوح لأمها بالسر…
لكنّ والدتها سخرت منها مثلما سخر منها حبيبها وهجرها واصفاً إياها بالمجنونة، فكيف يصطفيها الله هكذا وهي لا تصلي ولا تصوم؟؟!!…
ذهبت إلى غرفتها وأوصدت الباب خلفها وارتمت على فراشها وبكت كثيراً من سخرية أمها مثلما بكت كثيراً من سخرية حبيبها… هذه السخرية جعلتها تزداد إصراراً للتأكد من الموضوع، فالدين برأيها هو المعاملة الحسنة.. والله يصطفي من عباده الطيبين الصادقين.. لذلك ذهبت إلى شيخ الحارة المعروف بتقاه وورعه…
شيخنا… أنا بورطة.
قولي يا بنتي، وثقي بالله، فمن كان الله معه لا يُخشى عليه…
يا شيخ عم أشعر إنه في حدا معي من فوق.
عفواً؟!
عم أشعر إنه في حدا معي من فوق.
شوووو؟!
يعني بقصد إنه الله يمكن اصطفاني من بين عباده وأرسل لي ملاكاً روحانياً ملازماً لي ليحميني .
وما الذي جعلكِ تشعرين بذلك؟
كل ما بوقع بورطة باللحظة الأخيرة بينجيني.
هذا من فعل الله يا بنتي.
صحيح، لكن عم حس بهالملاك معي.
كيف يعني ذلك؟ بماذا تشعرين؟
صرلي كم يوم قبل ما أغفى فترة الظهيرة أو الليل بحس بقشعريرة بكل جسمي، وشي تقيل ع صدري.
هاهاه… وماذا أيضاً؟
فجأة بحس بجسمي كله صار نار، نار وشاعلة يا شيخنا…
اهدأي اهدأي يا بنتي.
تابعت الفتاة:
تخيل مبارح تعرقت كتير مع إنه درجة الحرارة تحت الصفر.
بدأ الشيخ بالتلعثم والتوتر قبل أن يتابع:
نعم نعم… فهمتُ عليكِ، حصل معي ذلك منذ مدّة.. وتشعرين أيضاً بأنك تهلوسين؟
هنا صاحت الفتاة من شدة فرحتها:
الله أكبر، أخيراً حدا صدقني، لك وصاير معه متل مو صاير معي… بالفعل يا شيخنا، صرلي يومين عم هلوس بالليل، ووجع راس مو طبيعي، لك عم اسمع أنفاسه حدّي، شو بتنصحني؟
هذا بسبب الحمى التي أصابتكِ يا بنتي..
طيب طيب… شو بتنصحني؟ كيف فيني أتواصل معه وأعرف اسمه؟
لمن؟
للروحاني اللي معي… شو بتنصحني؟
ابتعد عنها مذعوراً قبل أن يقول لها:
أنصحكِ فوراً بإجراء مسحة كورونا.
نعم يا روح أمك؟