جديد 4E

بوصلتنا غير معطلة

علي محمود جديد

كان الله بعوننا وعون وزارة النفط على نفطنا القليل، وسهّل الله أمور البيع والتوزيع، ولاسيما مازوت التدفئة لننعم بالدفء العليل .. ونكسر هذا الحصار الفظيع ..

دعاء تلهج به قلوب الكثيرين من هذا الشعب الصابر، ويبدو أن الله سبحانه وتعالى قد استجاب إلى دعائنا وأهدانا على الأقل عدة أيام كأنها هاربة من الصيف إلى عزّ الشتاء، فأنعم علينا بدفء ربّاني، هدّأ القلوب من صعوبة البرد، وتأخر توزيع وقود التدفئة، الذي لم يوزّع منه إلى اليوم – تبعاً لنسبة وتناسب الحكومة العزيزة – سوى 40% لنبقى نحن مشلوحين – جماعة ألـ 60% المتبقية – دون توزيع إذ لم ندخل حتى الآن على قوائم النسبة والتناسب، على الرغم من أنّ مساكننا على قربٍ شديد من مضارب الثلوج، ومع هذا ما نزال على قيد الانتظار.

في مجلس الشعب منذ أيام كان وزير النفط واضحاً جداً، وقد تقاطع وضوحه في الحقيقة مع وضوح المكائد الأميركية علينا عند نقطة واحدة تشير إلى صدق القول وهي أن الولايات المتحدة الأمريكية تعرقل شحنات النفط فعلاً، حيث كتب ما كان يُسمى المبعوث الأميركي إلى سورية جيمس جيفري مقالاً له في مجلة ( الشؤون الخارجية ) الأميركية أشار فيه بكل وقاحة ووضوح بأن بلاده حرمت السوريين من النفط والقمح لتأليب السكان على الحكومة.

إذن هذه هي القضية الأساسية فعلاً تأخّر وصول التوريدات وعرقلتها بسبب هذا الحصار الجائر الذي تفرضه الولايات المتحدة عمداً علينا كسكان من أجل تأليبنا على الحكومة، مع أننا ( مؤلّبين خالصين ) ولا نحتاج إلى أي تأليب آخر، فحكومتنا العزيزة لديها من الإمكانيات الذاتية عالية المستوى لتأليبنا عليها بما فيه الكفاية، ولكن ليس كما يتوهّم جيفري بخيالاته هو وحكومته، فنحن مؤلّبون على حكومتنا تأليب الأخ على أخيه الأكبر، أو تأليب الابن على أبيه، ولا يتفاءل بأكثر من ذلك، فنحن ندرك – على الرغم من تحفظاتنا اليومية على الحكومة – ندرك في أعماق الحقيقة أن من يقف وراء معاناتنا هم الأمريكان والقوى الغربية بإجرامهم وأكاذيبهم، وقوى الهبل العربي والحقد التركي الأردوغاني، وإلاّ كنّا بألف خير.

لن نتوه عن الطريق، وبوصلتنا ليست معطلة، وندرك جيداً أن الحكومة تحاول بأقصى طاقاتها تدارك مكائد تلك القوى، ولكن هذه المكائد علينا أن نتيقّن من جانب آخر أنها ترتبط بشكلٍ وثيق بممارسات ضعاف النفوس هنا في الداخل الذين يتلاعبون بالنفط ومشتقاته، فنراه وفيراً في السوق السوداء عند نماذج لا تنفصل في جوهرها عن تلك الظلال الأمريكية التي تحاول إخضاعنا، فتفعل فعلتها وترميها على الحكومة وعلى وزارة النفط بشكل خاص، غير أننا نعي ما يحصل ومكائدكم لن تمر.

علينا وعلى الحكومة أن نتألّب معاً على أولئك المتلاعبين بشكلٍ أوسع وأقسى من أجل ردعهم وفك ارتباطهم مع مكائد جيفري ومن يدور في فلكه.