درسٌ من القمر..

أحمد هيجر

من أحب الأمثال الى نفسي ذلك المثل القائل :

( حينما يغدو القمر بدرا فانه يأخذ في التراجع والاظلام.. وحينما يبلغ الذروة في الاظلام يأخذ في الاضاءة والاشراق)..

ان في هذه العبارة – على بساطتها – لحكمة بالغة.. وقد أثرت في حياتي تأثيرا كبيرا منذ سمعتها من أحد أساتذة الجامعة..

اذ أعانتني على أن أحتفظ بالهدوء والرضا والصبر والايمان في أغلب الأوقات التي صادفت فيها شدائد ومتاعب وأزمات.. ووقتني من الاندفاع في تيار الزهو والغرور في أوقات النجاح المفاجئ..

ان ثمة أملا وعزاء في الايمان واليقين بأن أحلك ساعات الألم والحزن والضيق لن تدوم.. وفيه من ناحية أخرى تحذير من المبالغة في تقدير مزايا الثروة والقوة والجاه..

واذا كان الفرد العادي في حاجة الى ذلك الايمان ليتسلح به في ميادين الحياة.. فلا شك في أن الحاجة اليه أشد عند الزعماء وعند الحكومات والشعوب..

فالواقع أنه خلاصة للتاريخ وتجارب البشر على اختلافها في كل زمان وكل مكان.. بل هو القانون الخالد الذي يسير الكون بمقتضاه وتدور حوله نظم الحياة..!!