جديد 4E

زر الفيميه .. !!

مرشد ملوك

فتاة في عز الصبا .. تخطو في أول العشرينات من عمرها الوردي .. ناصعة البياض وبشوشة المحيا ..

دست يدها في محفظتها السوداء وناولتني / ١٠٠ / ليرة .. أوصلتها بدوري إلى سائق السرفيس ..

لم تكن جالسة على مقعد ولا واقفة كما يقف الناس في الباص المتوسط أو الكبير .. افترشت لنفسها ٢٠ سم بقرب الباب على أرض سرفيس ( كراجات – برامكة – مزة جبل ) الذي شق طريقه من كراج البولمان بدمشق عبر كراجات العباسيين  وصولا إلى ساحة العباسيين..  إلى شارع بغداد فنفق الثورة إلى البحصة ومن ثم جسر الرئيس وصولا إلى مزة جبل .

رحلة هي طويلة بالأساس و مشقتها كبيرة وكبيرة جدا .. جموع غفيرة من الناس تنتظر ركوب السرفيس أو الباص أو أي شيء على خطوط النقل في دمشق .. الصغار والكبار والعجائز يقفون  في عز البرد ويا ليتها تحظى بمساحة قدم على الواقف أو الجالس في وسيلة نقل على أي من خطوط دمشق ..

 هذا هو الواقع .. وإن لم تصدقوا جربوا رحلة أيها “السادة..”  لابل … أقول لكم: لا داعي..  لا تجهدوا أنفسكم .. ولن تجهدوا .. !! فقط أنزلوا شباك الفيميه قليلا من قلب سياراتكم .. نعم فقط كبسة زر بسيطة وانزلوا الفيميه أو وجهوا الأمر لمن يقود السيارة التي تركبونها  لينزله .

هل انعدمت حلول الأرض ؟ ألم يستطع مسؤولو محافظة دمشق الكرام ايجاد حل لأزمة النقل داخل مدينة دمشق، التي نتغنى بها ليل نهار إنها أقدم مدينة مأهولة في التاريخ ..؟

كل من يتابع الحياة في دمشق يعلم أن الشركة العامة للنقل الداخلي في دمشق وفي غير محافظة دمشق ليس لديها القدرة على حل أزمة النقل في المدينة بمفردها .لكن حال النقل في دمشق أسوأ من أي محافظة أخرى .

إذا الحل مع القطاع الخاص .. يا عمي اعملوا شركات نقل خاصة أو مشتركة  أو أي اختراع واعطوها مزايا وحوافز وتنازلوا قليلا ، أسوة بشركات النقل الخاصة على الخطوط الخارجية بين المحافظات..  والحق..  لولا هذه الشركات لكان وضع  التنقل مأساويا بين محافظة وأخرى .

وهنا أقترح تكليف شركة رائدة من هذه الشركات وفق توصيف وتأهيل محدد  من المحافظة لحل مشكلة النقل بدمشق .. وستفعل ..

هذه حياة يومية ولحظية للمواطن .. والقصة اليوم غير الأمس .. نحتاج فعلا إلى فكر من خارج الصندوق . ياجماعة حتى من يملك سيارة خاصة لم يعد بإمكانه أن يستخدمها وينتقل بها بسبب أسعار البنزين .

نتحدث عن نقل داخلي .. لا عن منظومة نقل بالطيران. 

 .. رأفة بالعباد .. حمى الله هذه البلاد .

هاشتاغ سورية – خطوط حمر – رأي