عامر ياغي
نظرياً وعلى الورق كان 2020 عام النهوض بالطاقات المتجددة في سورية .. كيف .. من خلال استراتيجية الطاقات المتجددة التي أعدتها ولم تنفذ منها شيئاً وزارة الكهرباء لا خلال عام 2020 ولا في العقود التي سبقتها “باستثناء بعض الخطوات الخجولة” رغم تأكيدها أن استراتيجيتها ستشكل قفزة نوعية بكل المقاييس باتجاه زيادة نسبة مساهمتها في ميزان الطاقة والمساهمة بالحفاظ على البيئة.
ليس فقط عام 2020 فحسب، فبالعودة إلى الأعوام التي سبقتها نجد أن كلاً منها كان ـ بحسب تصريحات القائمين على القطاع الكهربائي ـ هو عام نهوض مارد الطاقات المتجددة ورفع كفاءة الطاقة، وزيادة حجم الاستثمارات، وتخفيض الانبعاثات الضارة من ثاني أكسيد الكربون، وتأمين الآلاف من فرص العمل الجديدة، وتوفير 2 مليون طن مكافئ نفطي سنوياً، وتقديم التسهيلات للشركات المنفذة، والدعم للمشتركين، وتوطين تكنولوجيا الطاقات المتجددة والتجهيزات الكفوءة طاقياً، والشراكة النوعية مع القطاع الخاص .. وباقة الامتيازات المعلنة مسبقاً تطول جداً.
ولكن عملياً وعلى أرض الواقع، يبدو أنه خلال وما قبل عام 2020 ليس كما بعده، فالأيام القليلة الماضية حملت للمواطن المتخم والغارق حتى أذنيه في محيط لا بحر الوعود البراقة، خبراً نادراً وساراً عنوانه العريض قيام وزارة الكهرباء بالتوقيع رسمياً مع إحدى الشركات الوطنية عقداً لإنشاء محطة توليد كهربائية تعمل على الطاقة الشمسية باستطاعة 33 ميغا واط وبتكلفة تتجاوز الـ 32 مليون يورو، وبمدة تنفيذ تصل إلى 18 شهراً وذلك في مدينة حلب وتحديداً في منطقة الشيخ نجار الصناعية.
هذا التحرك أو الحلم الذي طال انتظاره “كما يصفه المواطن”، إن كتب له النجاح وتحقق ضمن المهلة الزمنية المحددة، والشروط الفنية المرسومة، فإنه سيكون “بشرى خير” بمستقبل كهربائي أكثر تغذية وإنارة، وبوعود أقرب للحقيقة من الخيال، وباستراتيجيات عملية ـ ميدانية لا مكتبية، واللحاق بركب من كان يمني النفس ليل ـ نهار بالاطلاع على التجارب السورية التي كانت رائدة .. وستبقى .. بعرق جبين وكد يمين المحترفين لا الهواة الذين لم نسمع يومياً إلا عن القفزات الخلبية في فضاء أحلامهم.
صحيفة الثــــورة – زاوية ( الكنز ) 24 / 1 / 2021 م