جديد 4E

حلم المواطن سعيد .. الترامواي الكهربائي سار في دمشق عام 1907م

النقل هو الاهم في العمل الاقتصادي يختصر الزمن ويرفع إنتاجية الاعمال والتعليم والصحة

الدكتور عامر خربوطلي

د . عامر خربوطلي

مواطننا (سعيد) لم يشهد شهادة العين ما كانت تتميز به دمشق في زمن مضى من القرن الماضي حيث تم إلغاء خدمة نقل (الترام) أو ما كان يعرف (بالترامواي) عام 1967 ومع ذلك فهو يتذكر هذه الوسيلة من آثارها المتبقية في بعض شوارع دمشق وهي (بقايا السكك المتقطعة)

لقد قرأ (سعيد) في أحد المجلات أن (ترام دمشق) تم الموافقة على انشائه عام 1889م وتم تأسيس الشركة المسؤولة عن تنفيذ هذا الترام عام( 1904م ) وقامت بتنفيذ المشروع شركة بلجيكية متخصصة برأسمال ستة ملايين فرنك ووزعت على عدة آلاف من الأسهم إنه فعلاً أول مشروع لتشييد بنية تحتية بأسهم عامة اكتتب منها الآلاف من أهالي دمشق.

الترامواي يمر أمام البرلمان في خمسينات القرن العشرين

وتابع المواطن سعيد استعادة شريط ذكريات ما قرأ وسمع أن هذا المشروع بدأ من منطقة الفردوس إلى حي الميدان وحي الصالحية وإلى مناطق المهاجرين والقصاع ودوما عبر أراضي الغوطة فكان أول شبكة نقل داخلية راقية ونظيفة وتعمل على الكهرباء

شاهد الدمشقيون حافلات الترامواي الكهربائي تسير في دمشق لأوّل مرّة في نيسان سنة 1907، ثمّ وُسّعت خطوط المدينة سنة 1909 ونال خط المهاجرين توسعة ثانية سنة 1911، بالتزامن مع كهربة خطوط ترام برلين في المانيا.

شُرع بتنوير دمشق وشوارعها بالكهرباء في نيسان سنة 1907 وتمّ توليد الكهرباء من مياه نهر بردى في محطة توليد (معمل كهرباء) في منطقة دِمّر. ونالت محطّة التوليد توسعة كذلك سنة 1909 ثمّ توسّعت الشركة في عهد الفرنسيين ودخلها مساهمون فرنسيّون، ثمّ انتقلت ملكية الشركة إلى الحكومة السورية في عهد التأميم وصار اسمها “مؤسّسة كهرباء وترامواي دمشق

بالقرب من ساحة باب توما

وفي عام 1962 قرّرت الحكومة السورية تصفية شركة الترام واستبدال خطوطها بحافلات المازوت، وبدأ إلغاء الخطوط تدريجياً إلى أن انتهى وجود الترامواي سنة 1967 بإلغاء خط القصاع.

حيث برّرت الحكومة آنذاك إلغاء خطوط ترام دمشق بمزاحمة السيارات للحافلات الكهربائية، وكذلك بمشاكل الصيانة التي تعانيها الشركة بعد تأميمها

وتأمل المواطن ( سعيد) كيف ساهمت خطوط القطارات الكهربائية في تشكيل المباني والشوارع الحديثة في مدينة دمشق.

حيث ارتفعت أسعار العقارات لقربها من محطات القطارات، وأصبح الناس يبنون أهمّ مبانيهم على محاذاة لمسار خطوط الترامواي.

الترامواي في قلب مدينة دمشق ( المرجة )

وتفكر المواطن (سعيد) أن هذه الوسيلة الحضارية التي ألغيت بدمشق والتي مازالت متواجدة في أغلب عواصم العالم المتقدم في أوروبا ضمن قاطرات حديثة بالاضافة إلى منظومة مترو الانفاق .

النقل خدمة هي الاهم في العمل الاقتصادي وهي اختصار للزمن ورفع لإنتاجية الاعمال والتعليم والصحة إنه شريان أي اقتصاد، فهل مازال هناك متسع للتفكير بإعادة احياء سكك حديثة للترام والترولي الذي يعمل بالكهرباء بدون سكك حديدية تساءل المواطن (سعيد) وهو يستعد لركوب ميكرو باص قديم ومهترئ  وسط ظلام دامس.

( العيادة الاقتصادية السورية – حديث الأربعاء )