جديد 4E

حقٌ يراد به باطل في ريف دمشق ..تراخيص الأكشاك غير مُخالفة فلا تقطعوا الأرزاق ..!

سحر عويضة

سحر عويضة

فجأة وعلى حين غرة قررت محافظة ريف دمشق تغيير كل شيء بلمح البصر وقرر المعنيون فيها بوجود محافظ جديد مسح كل ما قام به المحافظ السابق حتى وإن كان ذلك على حساب أرزاق الناس ولقمة عيشهم ، وحتى إن كان ذلك تطبيقاً للمثل القائل ( فوق الموتة عصة قبر ).

محافظة الريف وبناء على تعليمات المحافظ الجديد قررت إزالة (حسب وصفها) كل ما هو مخالف فقامت مجازاً بحرق الأخضر واليابس تحت ذريعة أنها تطبق القانون وأنها لا تريد أي مخالفات ، لكن القائمين على المحافظة نسوا أو هم تناسوا أن كرامة الإنسان هي أهم قانون وأن إذلاله بلقمة عيشه هي المخالفة الحقيقية التي لا يمكن أن يقبل بها كائناً من كان ولاسيما إن كان من يُذل هم جرحى جيشنا العظيم وذوي شهدائنا الأبرار .

القصة باختصار أن السيد الرئيس كرَّم ذوي الشهداء وجرحى الحرب بمنحهم عن طريق السادة المحافظين رخص لفتح أكشاك تساعدهم على تأمين لقمة عيشهم ولاسيما أن الظروف المعيشية باتت ضيقة جداً كما أن معظمهم ولاسيما جرحى الحرب قد تسببت لهم إصاباتهم بإعاقات تفرض عليهم صعوبات جمة بالقيام بأعمال ومهام أخرى إضافة إلى أن أغلبهم تراكمت عليه الديون لإنشاء الكشك المرخص على أن يقوم بسداد ديونه من استثماره له، ولذلك فإن هذه الأكشاك تمثل مصدراً رئيسياً لرزقهم بحيث يعيشون دون عوز وحاجة، لكن محافظة ريف دمشق وبناء على توجيهات من يقودها حالياً قررت حسب وصفها إزالة المخالفات فكان أن شملت هذه الأكشاك حيث طلبوا من أصحابها إما إعادة تشكيلها من جديد أو ستكون الإزالة مصيرها المحتوم .

طبعاً من حق المحافظة أن تصدر القرارات التي ترى أنها ستفيد الصالح العام ، ولكن لنتساءل من سيعوض أصحاب هذه الأكشاك تكاليف إعادة تشكيلها والتي تقدر بمئات الآلاف بل بالملايين من الليرات في ظل هذا الغلاء وهم لايزالون يقومون بتسديد الديون المتراكمة عليهم جراء إنشائها ؟!

ثم إن سؤالاً آخر يطرح نفسه وهو هل يملك هؤلاء المساكين المبالغ الكبيرة ليقوموا بالتعديلات المطلوبة ؟ والأهم من ذلك ماهي الفائدة العامة من التغيير المطلوب ؟

وما هو ذنب أصحاب الأكشاك إن كانت محافظة ريف دمشق نفسها قد أصدرت في العام الماضي تراخيصاً لهم بوضعهم الحالي وقالت إن كل شيء نظامي ولا تشوبه شائبة ؟!!

أليست محافظة ريف دمشق جهة رسمية يجب أن تكون مسؤولة عن قراراتها السابقة واللاحقة؟

وأليس المحافظ أياً كان شخصه هو ممثل للدولة ؟

فهل تكون بذلك سياسات المحافظة قائمة على آراء شخصية تتمثل بآراء السيد المحافظ ؟!

كثيرون يقولون ( ونحن لا نتبنى هذا الكلام ) إن هذا الإجراء هو باب جديد من أبواب الفساد الذي يتم التهيؤ له في الغرف المظلمة ومن تحت الطاولة ، وإن قرار المحافظة على الدخول في تفاصيل مقيته كتمدد كشك متر أو مترين ما هو إلا عمل شيطاني لأن الشيطان يكمن في التفاصيل .

فما رأيكم دام فضلكم ؟ .