سعاد الصباح *
عامٌ سَعيد
عامٌ سعيدْ..
عامٌ سعيدْ..
إنِّي أفضِّلُ أن نقول لبعضِنَا:
(حُبٌ سعيدْ)
ما أضيقَ الكلماتِ حينَ نقولُها كالآخَرينْ
أنا لا أريدُ بأن تكونَ عواطفي
منقولةً عن أمنياتِ الآخرينْ..
أنا أرفضُ الُحبَّ المعبَّأ في بطاقاتِ البريدْ..
إنّي أحبُّكَ في بداياتِ السَّنةْ..
وأنا أحِبُّكَ في نهاياتِ الّسَّنةْ..
فالحُبُّ أكبرُ من جميع الأزمنَةْ
والحُبُّ أرحبُ من جميع الأمكِنَةْ
ولذا أفضِّلُ أن نقول لبعضِنا
(حُبٌّ سعيدْ)..
حُبٌّ يثورُ على الطقوس المسرحيَّةِ في الكلامْ
حُبٌّ يثورُ على الأصول..
على الجذورِ..
على النظامْ..
حُبٌّ يحاولُ أن يُغَيِّرَ كلَّ شيءٍ
في قواميسِ الغَرَامْ!!…
ماذا أريدُ إذا أتى العامُ الجديدْ..؟
كم أنت طفلٌ في سؤالِكَ..
كيف تجهلُ، يا حبيبي، ما أريدْ؟
إني أريدُكَ أنتَ وحدَكَ..
أيُّها المربوطُ في حَبْلِ الوريدْ
كلُّ الهدايا لا تثيرُ أنوثتي
لا العطرُ يُدْهِشُني..
ولا الأزهارُ تدهِشُني..
ولا الأثوابُ تُدهِشُني..
ولا القَمَرُ البعيدْ..
ماذا سأفعلُ بالعُقُودِ.. وبالأساورْ؟
ماذا سأفعلُ بالجواهِرْ؟
يا أيُّها الرجُلُ المسافر في دمي
يا أيّها الرجُلُ المسافرْ
ماذا سأفعلُ في كنوزِ الأرضِ..
يا كنزي الوحيد؟.
يا سيِّدي:
يا مَنْ يُغَيِّرُ في أصابعهِ حياتي
يا مَنْ يؤلِّفُني.. ويُخْرِجُني..
ويكسِرُني.. ويجمَعُني..
ويُشْعِلُ ثورتي.. وتحوُّلاتي..
أجْراسُ نصفِ اللّيلِ رائعةٌ
وهذا الثلجُ موسيقى تكلِّمُنا
وأنا أصلِّي كي تظلَّ تُحِبُّني
فاسمع ندائي..
(شُوبَانُ)..
يعزفُ في جوارِ المِدْفأةْ
قُلْ لي: (أٌحِبُّكِ)
كي تزيدَ قَنَاعتي
أني امرأةْ…
قُلْ لي: (أُحِبُّكِ)..
كي أصيرَ بلحظةٍ
شفَّافةً كاللُّؤلؤَةْ..
يا سيَّدي:
يا أيُّها المخبوءُ من عشرينَ عاماً.. في الوريدْ
يا مَنْ يُغَطِّيني بمعْطَفهِ
إذا سِرْنا معاً فوق الجليدْ..
ما دُمْتُ لاجئةً لصدركَ..
ما الذي من هذه الدُّنيا أُريدْ؟
ما دُمْتَ موجوداً معي..
فالعامُ أسْعَدُ مِنْ سعيد
شاعرة كويتية .. *
من أقوالها :
( لا خير في كاتب يتسلى في الكتابة ولا يضعها في خدمة وطنه وأمته.. والبشرية.. لا أحتقر أحداً، لكني لا أعود أبداً لقراءة كاتب يغشّني أو يكذب عليّ.. )