دمشق – السلطة الرابعة
يعاني أصحاب المطاعم في سوريا على غرار جميع دول العالم من مشاكل كبيرة، جراء تراجع الزبائن مع استمرار انتشار فيروس كورونا.
هكذا لاحظت وكالة سبوتنيك الروسية في رصدها لهذه الحالة، ونقلت آراء بعض المتأثرين بها موضحةً :
“هذه السنة سنغلق المطعم ونحتفل في المنزل..” يقول ميشيل بسمار صاحب إحدى المنشآت السياحية في منطقة دمشق القديمة، ويضيف خلال حديثه لـ “سبوتنيك” أنه مع بدء انتشار وباء كورونا تراجعت الحركة بشكل ملحوظ بين الزبائن، وحاولت المنشأة الالتزام قدر الإمكان بجميع الإجراءات الاحترازية من كمامات لكادر العمل وتعقيم مستمر وكحول على الطاولات.
هو العام الأول بعد الحرب، الذي تغلق فيه أماكن السهر والمطاعم والمنشآت السياحية خلال فترة أعياد الميلاد ورأس السنة، بعد أن استمرت ولم تغلق أبوابها حتى في أيام الحرب عندما كانت قذائف المسلحين تتساقط على المنطقة القديمة في دمشق، ليأتي فيروس صغير أقوى من خطر الحرب ويجبر السوريين على الاحتفال بمنازلهم.
إلى جانب كورونا يعيش السوريون في ضائقة اقتصادية صعبة بفعل تبعات عشر سنوات من الحرب أنهكت البلاد والعباد، إضافة إلى الحصار الاقتصادي الجائر الذي تفرضه الدول الغربية على سوريا والذي طال المواطن السوري في لقمة عيشه ومتطلبات حياته اليومية، كما وضع الحصار صعوبات كبيرة أمام الحكومة السورية خلال تصديها لفيروس كورونا.
المنشأت السياحية في سوريا شأنها شأن أي قطاع سوري ناله الضرر نتيجة الحصار الاقتصادي المفروض، الأمر الذي فرض على أصحاب المنشآة صعوبات وتحديات جديدة تضاف إلى الصعوبات التي ولدتها الحرب، يلخصها ميشيل قائلاً “أصبحت الحاجات الأساسية لتشغيل أي منشأة عبئاً على أصحابها وفي مقدمتها الكهرباء مع ازدياد ساعات القطع، كما أن الأسعار أصبحت مرتفعة جداً علينا وعلى الزبائن، إضافة إلى تراجع حركة الناس خوفاً من العدوى”.
وزارة السياحة السورية أصدرت مؤخراً تعميماً شديد اللهجة بضرورة إلغاء الحفلات والسهرات بشكل نهائي خلال فترة الأعياد والالتزام بمنع “النرجيلة” ومعاقبة المخالفين، وهذا “كله يسبب خسارات كبيرة، لكن الواجب القيام بذلك من أجل المصلحة العامة”، بحسب وصف ميشيل بسمار.
ويختم الشاب الثلاثيني حديثه وسط طاولات تملؤها الشموع والأضواء وزينة العام الجديد بالقول “لكن يبقى للعيد بهجة، قد تكون هذا العام أقل إلا أنها موجودة”.
يجتمع ميشيل في أمنياته مع الشابة السورية ألمى، التي أكدت أن هذا العام يفتقد لمظاهر الاحتفالات، قائلة لـ “سبوتنيك” إن “هذا العيد مهم، لذلك سنحاول أن نتخذ الإجراءات خلال الاجتماعات العائلية ولن نضيع فرحة هذا العام”.
المنشآت السياحية ليست وحدها المتضررة من الإجراءات المترتبة عن الوباء، كذلك الكنائس التي تعتبر من أكثر المعنيين بالأعياد، حيث ألغت معظم الكنائس السورية الاحتفالات التي تتطلب تجمعات كبيرة واقتصرت على الاحتفالات الصغيرة والخاصة، بحسب الأب فادي البركيل الذي تحدث لـ “سبوتنيك”، مشيراً أن كنيسة “القديس كرلس” حاولت منذ بداية الوباء اتخاذ الاجراءات الوقائية من إلزام بارتداء الكمامة وتعقيم وقياس درجة حرارة مرتادي الكنيسة خصوصاً أيام الأحد.
وأضاف الأب بالقول إن “الخوف هذا العيد كان من إغلاق الكنائس كما حدث بالعيد السابق، لأن الإنسان لا يشعر بأجواء العيد إلا في الكنيسة وأنا ضد الإغلاق وعلينا فقط أن نأخذ حذرنا، لأن شعبنا غير قادر على تحمل الإغلاق العام”، موضحاً أن البهجة الخارجية لهذا العيد أخف من الأعوام السابقة نتيجة انتشار الفايروس والدخول في الموجة الجديدة.
ولكن وإضافة لما ذكرته سبوتنيك فإن الاحتفالات في عيد الميلاد كانت على أشدها في باب توما وباب شرقي في مدينة دمشق والعديد من أحياء حلب وحمص وطرطوس واللاذقية وغيرها من المدن السورية، حتى أن القيمرية في دمشق القديمة شهدت ازدحاماً كبيراً احتفالاً بعيد الميلاد.
والاستعدادات تجري على قدم وساق للاحتفال برأس السنة أيضاً ..
كل عام وأنتم بخير .. كل عام وسورية الغالية بألف خير .. راجين من الله أن يكون العام القادم عام الأمان والاستقرار، وعام التحرير والنصر على الإرهاب وعلى أعدائها وعام تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية ومختلف المجالات .. لتبقى بلادنا الأبية بلاد الشمس التي لا تهادن ولا تستسلم .. والبلاد التي تريد الخير للجميع.