أحمد هيجر
اطلعت مؤخرا على رسالة خطها جندي أصيب في ميدان القتال وقد وجهها الى ولده الذي كان ما يزال جنينا في بطن أمه..
ولأهمية ما جاء فيها أحببت أن أنقلها اليكم :
“ولدي.. انك ماتزال كتلة من اللحم والعظم يكتنفها الظلام..
لا تتنفس ولا تبصر ولا تكاد تتحرك..
ولكنك تجاهد وتكافح حتى اذا ماحان وقتك.. تكون قد اختزنت من القوة ما يمكنك من الخروج الى العالم الفسيح لتتنسم الحرية وتبصر النور وتتخلص من أغلال الأسر في أحشاء أمك..
وهذا يا بني ما قسمه القدر لكل مولود.. أن يجاهد ويكافح في سبيل الحرية والنور وأن يستمر في ذلك – دون أن يعرف السر- ما بقي على قيد الحياة..
فهو ما يكاد يتم مرحلة الطفولة حتى يعاوده الاحساس بالضيق الذي كان يعانيه وهو جنين في بطن أمه..
فيحس بضيق المكان الذي يعيش فيه – على سعته – حتى ليكاد يختنق من متاعب الحياة وآلامها.. وتنتابه المخاوف مما يحوطه من ظلمة الجهل والفساد والظلم..
والرجل السليم العقل والنفس مثل الجنين الصحيح القوي.. يعمل طول حياته على اختزان القوة التي تمكنه من الانطلاق الى عالم السلام والنور والطمأنينة.. عالم ما بعد الموت..
ستولد يابني كما يولد غيرك لتعانوا الأوزار التي خلفناها لكم أنا وأبناء جيلي ولتضرسوا بالحصرم الذي أكلناه..
فأوصيك يا ولدي أن تجاهد وتكافح بإيمان وشجاعة.. وأن ترتفع ببصرك وفكرك عن توافه الحياة وزخرفها الى المثل العليا..
والى اللقاء يا ولدي في عالم الخلد”..!!