جديد 4E

( شوية سياسة مع سبق الاعتذار )

غانم محمد

 هل تفاجأت حكومتنا بالأوضاع العامة في البلد، فأفقدتها الدهشة القدرة على التحرك من أجل تخفيف المعاناة عن المواطنين؟

وهل تعتقد أن راتباً أو حتى راتبين في كل أسرة قادران على النهوض بأعباء هذه الأسرة؟

 وهل يراودها الشك أن الفاقة وصلت إلى مرحلة يعجز فيها الجميع عن تدبرّ أي حلّ؟

 نستطيع أن نعد لـ (الحكومة) إن شئنا (99) تبريراً، لكن وعند الرقم (100) سنقول لها إنّها هي المسؤولة أولاً وأخيراً عن إيجاد الحلول ولو كانت إسعافية!

 في الوقت الذي كنّا ننتظر فيه انفراجات ما، تم رفع سعر المازوت الصناعي وتضاعفت أسعار علف المواشي والدواجن، وهذا الأمر سيصيبنا جميعاً!

التاجر لن يخسر، والمربّي إن اقتربت منه الخسارة قد يهجر (المصلحة) وبالنهاية  المواطن العادي هو من عليه أن يدفع فاتورة كل شيء!

 كيف ستعمل الجهات المعنية على تخفيض سعر الفروج مثلاً وهي التي رفعت سعر علفه؟

وكيف ستخفض سعر أي منتج صناعي وقد كانت شريكاً في رفع كلفة إنتاجه؟

أحياناً نشعر وكأن كل وزارة في وادٍ، وأن المهم الأكبر لأي منها هو ما ستضّمنه في تقاريرها السنوية من أرقام (تفاخر) بها، لو كانت هذه الأرقام هي لعدد المرضى أو لعدد حوادث السير.. إلخ.

لنتفق أننا نعيش الأيام (الأصعب) منذ بداية هذه الحرب الكونية على بلادنا تزامناً مع تفشي وباء كورونا لكن هل نكتفي بـ (لعن) قيصر وقانونه، وماذا لو دام هذا الحصار طويلاً؟

 حصار ثمانينات القرن الماضي جعل من سورية دولة مكتفية ذاتياً، لأن العمل يومذاك اعتمد على ما هو متوفر بين أيدينا واستطعنا أن ننتصر اقتصادياً وفق تجارب لا عيب في استرجاعها وتحديثها بما ينسجم مع المتغيرات الحالية.

 لا تطعمني سمكة بل علمني الصيد واعطني (صنارة )…

 علينا أن نتعامل مع هذا  الحصار(اللعين) كما لو أنه سيستمر أبداً وأن نستفيد من كل حبة تراب، ومن كل غصن، ومن كل شخص وفق سياسات تنطلق من الواقع، من المعاناة لا توصيات تخرج بها ورشات (عمل) في صالات مكيفة!

  الأرض لمن يعمل بها… حقيقة يجب أن تكون، ومن لا يستثمر أرضه بالشكل المطلوب وتحت أي ذريعة يجب أن يكون موضع مساءلة أو أكثر من ذلك…

 هل تتابعون مصير (القروض التنموية ، وقروض دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة) وأين وصلت، وما هو مردودها؟

 كل المشاكل المتراكمة واضحة وبيّنة، والبيان الحكومي بات (خطاباً مكرراً) غالباً لا يُطبق منه إلا النذر اليسير!

 يريد المواطن أن تكون (البيضة) بـ (50) ليرة وكيلو الحلاوة بـ (200) ليرة، ولا ينتظر من الخطط (طويلة الأمد) أن تخدع أحاسيسه وإنسانيته…

 باختصار، أدمنّا الشكوى ونتساءل: ماذا سنفعل إذا ما حلّت جميع مشاكلنا العالقة؟

 ماذا لو أصبحت أسطوانة الغاز كل (15) يوماً وأصبحت الكهرباء (24/24) وعاد كيلو اللحمة بـ (500) ليرة؟

صحيفة الوحدة – اللاذقية – افتتاحية رئيس التحرير – 2 / 12 / 2020 م