السلطة الرابعة – متابعات
في الذكرى الـ 81 لجريمة سلخ لواء اسكندرون عن الوطن الأم سورية نظمت الجمعية الخيرية لأبناء لواء اسكندرون العربي السوري السليب بالتعاون مع جامعة حلب تجمعا وطنيا استنكارا للجريمة بعنوان “اللواء عربي سوري.. من الأزل والى الأبد.. العودة للوطن” وذلك في ساحة الجامعة.
المشاركون في التجمع أكدوا أن اللواء السليب باق في الوجدان السوري وجزء لا يتجزأ من الأرض السورية مطالبين بعودة اللواء ودحر الاحتلالين التركي والأمريكي من الأراضي السورية.
وأكد أمين سر الجمعية جمال نسلة لمراسلة سانا أهمية هذه الفعالية الوطنية للمطالبة بدحر العدوان التركي من لواء اسكندرون الذي سلخ عنوة عن سورية بعد أن تآمر القوات الفرنسية مع القوات التركية لتزوير الحقائق حيث سلخ اللواء بتاريخ 29-11-1939.
ومن كوادر جامعة حلب أكد الدكتور محمد دواليبي أن المستعمر يحاول محو ذاكرتنا الجغرافية للتخلي عن أرضنا واليوم نستذكر هذه الجريمة الأليمة التي سلب فيها هذا المستعمر أرض أجدادنا في اللواء.
وأوضحت الدكتورة عناية علي من أعضاء جمعية أبناء لواء اسكندرون العربي السوري السليب أن هدف الفعالية اليوم إيصال رسالة للعالم كله بأنه لن يموت حق وراءه مطالب ولا سيما أن اللواء السليب سلخ غدرا مؤكدة المطالبة الشعبية باستعادته وطرد المحتل منه.
ومن أبناء لواء اسكندرون السليب أكد الدكتور محمد علي أهمية هذا التجمع رفضا لجميع أنواع الاحتلال وللمطالبة بعودة جميع الأراضي المغتصبة فيما أوضح المحامي يامن نزهة من أبناء لواء اسكندرون أن اللواء لن يمحى من الذاكرة السورية مهما طال الزمن وأن مصير الاحتلال إلى زوال لا محالة.
واستنكر عدد من طلاب جامعة حلب سلخ لواء اسكندرون من قبل الاحتلال التركي عن الأرض السورية مؤكدين أن اللواء سيبقى سورياً رغم أنف المحتل.
وأكد سليم حاج حسين من أعضاء فرع اتحاد الطلبة بالجامعة أن هذه الفعالية تؤكد أن لواء اسكندرون هو قطعة من الوطن وسيبقى عربياً سورياً.
الزميلة باسمة كنون كتبت مقالة على موقع وكالة سانا، تحت عنوان : في الذكرى الـ81 لجريمة سلخ لواء اسكندرون… حق السوريين في أرضهم باقٍ ولا يسقط بالتقادم قالت فيها:
81 عاماً مضت على جريمة سلخ لواء اسكندرون عن سورية الأم وما زالت تلك الذكرى المشؤومة لسلب اللواء والتي تصادف غداً ماثلة في وجدان السوريين المتمسكين بإعادة حقوقهم واسترداد كل شبر من تراب أرضهم مهما طال الزمن.
مؤامرة سلب لواء اسكندرون عام 1939 ونهب ثرواته تحققت بعد تزوير الحقائق والوقائع بموجب اتفاق ثلاثي بين تركيا والاحتلالين الفرنسي والبريطاني آنذاك وما زالت فصول تلك المؤامرة حاضرة بشكل واضح في الأذهان مع محاولات النظام التركي الحالي بزعامة رجب طيب أردوغان إعادة رسم السيناريو ذاته من خلال دعمه التنظيمات الإرهابية وعدوانه على الأراضي السورية.
الاتفاق الثلاثي المشؤوم تم كنوع من الرشوة مقابل وقوف تركيا إلى جانب الحلفاء في الحرب العالمية الثانية حيث استغلت أنقرة اندلاع الحرب في الأول من أيلول عام 1939 والوضع القائم في أوروبا وحاجة الحلفاء لضمها إليهم أو إبقائها على الحياد وخاصة أنها بعد معاهدة مونترو التي عقدت في الـ20 من تموز 1936 أصبحت تسيطر على المضائق في زمن الحرب فأعلنت سلخ اللواء نهائياً إلا أن سلخ اللواء لم يحظ باعتراف عصبة الأمم ولا خليفتها منظمة الأمم المتحدة ما يعني أن اللواء من وجهة النظر الدولية سيبقى أرضاً سورية.
ثمانية عقود مرت على جريمة سلخ لواء اسكندرون كان يعول الضالعون في ارتكابها على سقوطها بالتقادم وهو التقادم ذاته الذي عمل المجرمون خلاله على ترسيخ سياستهم الاحتلالية عبر ممارسات من شأنها تعزيز عملية تتريك اللواء وقراه الممتدة على مساحة تتجاوز الـ4500 كيلومتر مربع ويسكنها أكثر من مليون نسمة معظمهم من العرب السوريين بدءاً بسياسة تغيير أسماء القرى وطابعها الديمغرافي الذي يثبت عروبتها وسوريتها في آن معاً وليس انتهاء بتهجير السوريين والعبث بهذه الهوية وإلغاء التعليم باللغة العربية وإلغاء كل المعاملات الحكومية بها وتبني الليرة التركية عملة رسمية بما يخالف النظام الذي وضعته عصبة الأمم كمنظمة دولية كانت قائمة في المرحلة التي تم فيها سلخ اللواء.
ورغم مضي 81 عاماً على جريمة سلخ اللواء إلا أن المؤامرات لسلب مزيد من الأراضي السورية ونهب مقدرات الشعب السوري ما زالت مستمرة وتتكرر عبر العدوان التركي الذي يقوده أردوغان في شمال سورية لدعم التنظيمات الإرهابية وتحقيق أطماعه التوسعية وأوهامه بإحياء الإمبراطورية العثمانية البائدة لكن حقوق الوطن لا يمكن أن تسقط بالتقادم ولا بد أن يعود الحق إلى أصحابه مهما طال الزمن.