أحمد هيجر
النقد هو أصدق وأنجع وسيلة لتلافي النقائص واصلاح الأخطاء.. وبغير تلافي النقائص واصلاح الأخطاء لا يكون النهوض والارتقاء..
إن القوة والتميز هو أن تنهض كالمارد من بين الركام والحطام.. لتواصل مسيرة حياتك نحو البناء متطلعا الى هدفك المنشود بشغف وثقة عالية..
لا أعتقد أن دولة في العالم أصابها ما أصاب اليابان عندما ألقيت عليها القنبلتان الذريتان فجعلتا البلاد كعصف تذروه الرياح..
ولم نرها تقعد تندب حظها أو ترثي لحالها أو تستسلم وتستكين لقدرها ولما ألم بها من وبال ودمار طال الحرث والنسل وكل مقومات الحياة..
بل استجمعت قواها واستنهضت هممها.. وانصهرت الحكومة والشعب في بوتقة واحدة يحدوهما تصميم واصرار كبيرين على تجاوز المحنة واقبال منقطع النظير على البناء والتطوير..
وخلال فترة وجيزة من بعيد الكارثة التي نزلت بها.. استطاعت اليابان أن تلملم الشتات وتلئم الجراح وترأب الصدع وتنهض من بين الركام لتكون اليوم واحدة من أعظم دول العالم تقدما وحضارة..
لاشك أن ما أصاب بلادنا لا يقل فداحة وضراوة عما أصاب اليابان من حيث حجم الدمار وهول الكارثة.. ورغم ذلك ومما لاشك فيه أيضا أننا نمتلك مقدرات ومقومات النهوض واعادة الاعمار.. وعلى رأس هذه المقدرات هو الشعب نفسه..
أجل.. الشعب.. فشعبنا بصلابته وارادته وعزيمته أثبت بعد مضي عشر سنوات من عمر الأزمة وما أفرزته من تبعات وارتدادات عصيبة على التحمل.. أثبت بما لا يدع مجالا للشك أنه شعب حي ومكافح صنديد.. لا يلين له جانب ولا تقهره النوائب..
فشعب ينهض صبيحة كل يوم بهمة ونشاط لا يشوبهما الفتور والخمول ماضيا الى وظيفته ومتجره وحقله ومصنعه وجامعته ومدرسته دونما كلل أو ملل متحديا كل الظروف والصعاب.. هو شعب يعول عليه بالإصلاح واعادة البناء..
ولكن إلامَ يحتاج هذا الشعب الصابر الصامد الذي أدمته سنون الحرب الطويلة وفتت من عضده ؟
أقول ما أحوجنا اليوم الى وزير مؤازر.. يجيد الفعل أكثر مما يجيد القول..
والى محافظ يحفظ للبلاد هيبتها وللمواطن كرامته وراحته..
والى مدير يعرف كيف تدار الأزمات معنا .. ولا تدار علينا.. وأتساءل بأسى ومعي الكثيرون :
لماذا كل هذا الصمت المريب والوطن مثخن بجراحه ولاأحد يحاول أن يضمد الجرح الغائر ويوقف النزف..
ان المواطن يعمل ويكد بجد ونشاط.. بينما نرى الحكومة وكأنها تتراخى بما يترتب عليها من واجبات تاركة الشعب يواجه مصيره بنفسه.. فيما تكتفي هي بجبي الضرائب والاستحقاقات..
والحكومة عندما تتوقف عن تجنيد وتوظيف بعض امكانياتها التي تزج بها في مشاريع هنا وهناك وليست هي على تماس مباشر مع مصالح الناس.. فانه سينتج عن ذلك وفر يمكنها من توفير الحاجيات الأساسية والحيوية للمواطنين كالكهرباء والغاز والنقل ورغيف الخبز وغير ذلك..