جديد 4E

الصحة العالمية تتجه نحو دعم إضافي لترميم أضرار القطاع الصحي في سوريا

الدكتور المنظري زار مواقع في دمشق وحمص وحماه .. وبعض المنشآت الصحية المدمّرة

تحتاج سورية لما يزيد عن 25 مليار دولار لإعادة المنشآت الصحية التي طالها الإرهاب إلى ما كانت عليه

الإرهاب دمّر في سورية 631 مركزاً صحياً وأخرج من الخدمة 52 مشفى و350 سيارة إسعاف

السلطة الرابعة – رصد

أكد المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في شرق المتوسط، الدكتور أحمد المنظري، أن المنظمة الدولية واجهت تحدياً عالميا لتوفير الاحتياجات الأساسية للتعامل مع جائحة “كوفيد 19″، وضمان حصول المواطنين على الخدمات الأساسية والرعاية الصحية اللازمة، مشدداً أن التحدي الأكبر كان في سوريا بسبب ما تتعرض له.

وأوضح المنظري في تصريح ( لسبوتنيك ) خلال جولته على المراكز الطبية المتضررة وسط سوريا، أن الهدف من الزيارة هو الاطلاع عن قرب ومن أرض الواقع على حجم الخسائر والوقوف على الأضرار والاحتياجات الأساسية في القطاع الصحي، إضافة إلى التشاور مع القيادات الصحية المختلفة في وزارة الصحة السورية ومديرياتها بحمص وحماة، للعمل معاً من أجل ضمان قدرة النظام الصحي السوري على تقديم الخدمات المطلوبة خلال هذه المرحلة والمراحل القادمة.

وبيّن المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في شرق المتوسط الدكتور أحمد المنظري أن المنظمة تعمل عن طريق الشراكة الإيجابية مع مختلف الداعمين والدول من أجل ضمان حصول المواطن السوري على الخدمات الصحية الأساسية واللازمة سواء في ظل جائحة (كوفيد 19) أو ما بعد هذه الجائحة، وضمان وصول الخدمات الطبية إلى كل المواطنين بيسر وسهولة ودون أي أعباء مالية تحت مظلة التغطية الصحية الشاملة.

وأكد مدير المكتب الأقليمي لمنظمة الصحة العالمية في شرق المتوسط لـ “سبوتنيك” وجود مزيد من الدعم في القطاع الصحي سيقدم إلى سوريا خلال الأسابيع والشهور القادمة، منوهاً إلى توقيع بروتوكول مع الحكومة السورية خلال الزيارة لدعم المنظومة الصحية في البلاد وإعادة احيائها وتعويض النقص فيها.

وزار الإثنين الماضي وفدٌ من منظمة الصحة العالمية برئاسة المنظري، وبرفقة الممثلة المقيمة للمنظمة في سوريا اكجمال مختوموفا، عدداً من المشافي والمراكز الصحية في محافظتي حماة وحمص وسط سوريا، بهدف الاطلاع على الواقع الصحي فيها وحجم الأضرار التي طالتها خلال سنوات الحرب جراء اعتداءات المجموعات المسلحة، واحتياجاتها لتعود لتقديم الخدمات إلى الأهالي.

وتعرض القطاع الصحي في سوريا لخسائر كبيرة خلال عشر سنوات من الحرب، حيث تحتاج البلاد لإعادة هذا القطاع إلى سابق عهده وتقديم الخدمات التي كان يقدمها للمواطنين، لما يزيد عن مبلغ 25 مليار دولار، حيث كان لدى سوريا 1826 مركزاً صحياً، 631 منها خرجت من الخدمة نتيجة الحرب، 89 مشفى خرج 52 منها من الخدمة، 700 سيارة إسعاف وقعت خسارة 350 منها نتيجة النهب أو الاستهداف.

وأشارت سبوتنيك إلى أن سوريا تعاني اليوم، في ظل انتشار فايروس كورونا، صعوبات كبيرة جداً في التصدي لانتشار الفايروس بين المواطنين، بسبب العقوبات القسرية أحادية الجانب التي تفرضها الدول الغربية، الأمر الذي يعيق حصول الحكومة السورية على المعدات الطبية والأدوية اللازمة التي تساهم في مواجهة هذه الفايروس العالمي.

ولفت المنظري إلى تسليم خمس سيارات (عيادات متنقلة) وثلاث سيارات إسعاف إلى وزارة الصحة السورية ضمن مجموعة السيارات التي سوف تقدم تباعاً، مشيراً أيضاً إلى وصول شحنة من المعونات الطبية من منظمة الصحة العالمية بما يعادل 8 أطنان تقريبا، تشمل مختلف الاحتياجات الخاصة بـ(كوفيد 19) والأمراض الأخرى.

وكان وصل مدير إقليم شرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية أحمد المنظري السبت الماضي إلى العاصمة السورية دمشق، في زيارة رسمية برفقة وفد رفيع المستوى من المنظمة الدولية، التقى خلالها عدداً من المسؤولين السوريين وبحث الوضع الصحي في البلاد، في ضوء الإجراءات الاحترازية التي تتخذها الحكومة السورية للتصدي لجائحة (كوفيد 19)، والصعوبات التي تفرضها العقوبات القسرية أحادية الجانب على الميدان الصحي في سوريا، وذلك بعد تخطي عدد الإصابات بالفيروس في البلاد حاجز الـ 5 آلاف إصابة مسجلة.

وكان وزير الصحة الدكتور حسن الغباش قد التقى يوم الأحد الماضي 25 تشرين الأول الجاري مع المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط الدكتور أحمد المنظري الذي وصل إلى سورية السبت 24 الجاري بحضور معاوني وزير الصحة والممثلة المقيمة للمنظمة في سورية اكجمال مختوموفا.

وذكر المكتب الإعلامي لوزارة الصحة أن الوزير الغباش لفت إلى ضرورة تعزيز التعاون والتنسيق بين الجانبين بما يضمن وصول الخدمة الطبية الملائمة لمستحقيها في الوقت المناسب مثمنا الدعم الذي تقدمه المنظمة للقطاع الصحي في مختلف المجالات.

وبين الغباش أنه ورغم التحديات التي تفرضها الإجراءات الاقتصادية الغربية والحرب الإرهابية على القطاع الصحي فإن هذا القطاع وضع كل إمكانياته للاستجابة لجائحة كورونا عبر إحداث مراكز للعلاج وتطبيق البروتوكولات العلاجية والوقائية وتحديثها وتعزيز قدرات فرق الترصد والتوسع بالمخابر الوطنية الخاصة بالكشف عن كورونا وإحداث مشفى طوارئ بدمشق ومركز طوارئ لتسهيل استقبال مرضى كورونا في المشافي وإطلاق حملة لتعزيز إجراءات حماية العاملين الصحيين مع مواصلة تقديم الخدمات الطبية الأخرى ضمن الإمكانيات المتاحة.

بدوره أكد المنظري استعداد المنظمة لتعزيز التعاون مع وزارة الصحة السورية مثمنا جهود العاملين الصحيين في الاستجابة لجائحة كورونا.

وعقب اللقاء وقع الوزير الغباش والمدير الإقليمي مذكرة تفاهم لتعزيز خدمات الرعاية الصحية الأولية ومنظومة الإسعاف تتضمن تقديم ٣ سيارات إسعاف و٥ عيادات متنقلة.

وفي 26 الجاري قام الدكتور المنظري بزيارة إلى مدينة حمص للاطلاع على واقع القطاع الصحي فيها والأضرار التي تعرض لها جراء الإرهاب وخطوات تعافيه واحتياجاته.

وشملت الزيارة مشفى حمص الوطني الذي دمر جراء الإرهاب وبدأت أعمال تأهيله ويخدم مرضاه حالياً ب ٢٥ سريراً ووحدة أشعة و مركز الورشة الصحي الذي أعيد للخدمة بعد تضرره جزئياً ومركز الأورام المتكامل وهو في مرحلة الإكساء لتخديم المنطقة الوسطى و مشفى حمص الكبير الذي استهدفه الإرهاب وسرق تجهيزاته والمخبر الخاص باختبار الكشف المبكر عن كورونا الذي وضع بالخدمة حديثاً ويجري يومياً بين ٦٠ إلى ٧٠ تحليل، وكذلك مشفى الرعاية الطبية الأهلي

تجدر الإشارة إلى أن الحرب الإرهابية دمرت مشافي حمص ونحو ٥٠ بالمئة من مراكزها الصحية ومعظم سيارات الإسعاف ويعاد تأهيل القطاع الصحي تدريجياً بعد عودة الأمن والاستقرار إلى المحافظة.

وفي 26 الجاري أيضاً وصل المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط إلى مديرية الصحة في حماه، وزار مشفى حماه الوطني مع الممثلة المقيمة للمنظمة في سورية ومدير الجاهزية والطوارئ في وزارة الصحة الدكتور توفيق حسابا.

وتضم الخارطة الصحية بحماه ٥ مشافي تحملت أعباء كبيرة خلال الحرب الإرهابية على سورية من خلال تدبير الحالات الإسعافية ومواصلة تقديم خدماتها الاعتيادية.

الدكتور المنظري ثمن جهود وزارة الصحة التي حققت قصص نجاح عديدة في مواصلة تقديم خدمات أساسية ونوعية رغم التحديات مبينا ان المنظمة تسعى لتعزيز  الشراكة مع الوزارة.

أما في 27 الجاري فقام الدكتور المنظري بزيارة إلى مركز الشهيد زهير حبي في منطقة الجبة بدمشق، وهو مركز يقدم خدمات الرعاية الصحية عبر عيادات طب الأسرة والأطفال والأسنان والايكو والتشخيص الشعاعي والإسعاف والسكري والداخلية والأذنية والعينية والجلدية إضافة إلى خدمات تنظيم الأسرة والكشف المبكر عن سرطاني الثدي وعنق الرحم.

كما حضر الدكتور أحمد المنظري مناقشة خطة عمل مركز الدراسات الإستراتيجية الصحية وإعادة تفعيله وربطه مع أحد المراكز أو الجامعات أو الأكاديميات المتخصصة العالمية .

والمركز يهدف إلى تحسين الصحة من خلال القيام بدراسات استراتيجية صحية وبحوث وتوفير التدريب النوعي والمساعدة الفنية والخدمات الاستشارية، وكان قد بدأ في عام ٢٠٠٧ تدريس برامج ماجستير ودورات تدريبية قصيرة بالتشبيك مع مراكز عالمية لكن خلال سنوات الحرب اقتصر دوره على النشاطات المحلية.

ويوم الثلاثاء الماضي 27 الجاري أيضاً حضر الدكتور المنظري مع الدكتور الغباش وزير الصحة، حلقة عمل للبرلمانيين حول برنامج التغطية الصحية الشاملة بحضور نائب رئيس مجلس الشعب أكرم العجلاني.

وزير الصحة تحدث حول استراتيجيات التقدم نحو التغطیة الصحیة الشاملة في سوریة والتي تتطلب مشاركة كافة القطاعات وإتاحة الخدمات الصحیة وضمان تمويلها وتأمين القوى العاملة والأدوية واللقاحات وتوفير المعلومات الصحية.

وبين الوزير الغباش وجود معوقات تمنع الوصول إلى التغطية الشاملة أولها الحرب الإرهابية على سوریة التي أدت إلى خروج أكثر من ٥٠ مشفى بشكل كلي أو جزئي وتدمير نحو 500 مركز صحي بشكل جزئي أو كلي والإجراءات الاقتصادية الجائرة المفروضة على سورية والتي تعيق استيراد الدواء والتجهيزات الطبية وصيانتها وكذلك جائحة كوفيد 19 التي أدت إلى ظهور احتياجات جديدة مثل مراكز العزل والحجر

الدكتور المنظري قال ان جائحة كورونا أظهرت الحاجة لتضامن الجميع على المستوى الوطني والإقليمي والدولي مشيراً إلى أن النظام الصحي في سورية قبل الحرب كان يشاد به على مستوى الإقليم حيث يحصل كل مواطن على الخدمات الأساسية والنوعية وإلى الآن يستطيع السوريون الوصول لهذه الخدمات.

مدير الرعاية الصحية الدكتور فادي قسيس عرض الصعوبات التي واجهت برنامج التلقيح خلال الحرب على سورية فيما استعرضت مديرة الأمراض السارية والمزمنة الدكتورة هزار فرعون إجراءات وزارة الصحة لتدبير حالات كورونا