جديد 4E

الاتحاد الأعمى .. !

علي محمود جديد

في الواقع إن كل من يتأمّل بالعقوبات التي يجددها الاتحاد الأوروبي سنوياً ضد سورية، ويعقبها بتحديد أشخاص ومسؤولين لإدراجهم في لائحة العقوبات تلك، يدرك جيداً بأن هذا الاتحاد يعتمد في عقوباته على سياسة التخلي عن أي شكل من أشكال العقلانية، أو أي اتجاه نحو التقيد ولو بالحدّ الأدنى من المنطق السليم، لدرجة أن قراراته صارت فاقعة الأخطاء، وكأنه يصرّ على تعصيب عينيه عن كل شيء ويمشي بشكلٍ غوغائي أهوج، زاعماً أنّ النور من أمامه والضياء من خلفه، وأنه على الجادة الصحيحة في حين هو يحيد عن الطريق الصحيح ويغوص في مستنقعات الكذب والافتراءات غير مكترثٍ بتلويث حضارته وقيمه العلمية والأخلاقية بأسوأ وأقذر المفاهيم والقيم اللاأخلاقية والبعيدة كل البعد عن العدالة الإنسانية، وعن شرعة الأمم المتحدة والقانون الدولي والإنساني بطريقته الوحشية في التعاطي مع سورية.

ومؤخراً قام الاتحاد الأوروبي بتمديد عقوباته الاقتصادية والإنسانية على سورية وشعبها تحت عنوان كاذب هو أنه يعتمد هذه العقوبات لأن ( النظام السوري ) مستمر في قمعه للمدنيين.

يدّعي الاتحاد الأوروبي ذلك على الرغم من أنه منذ بداية الأحداث والحرب القذرة الجائرة على سورية وإلى الآن ما يزال يحاول بأقصى جهوده الدبلوماسية والتمويلية واللوجستية دعم المجموعات الإرهابية المسلحة، فكان بكل أسف ولا يزال شريكاً حتى العظم في سفك دماء السوريين، وفي دمار ما تم تدميره من هذه البلاد.

ولنرى كم هو اتحاد أعمى بالفعل وخارج إطار العقل والمنطق، نشير إلى قيامه مؤخراً بإدراج أسماء سبعة وزراء جدد في الحكومة السورية الحالية في قائمة العقوبات زاعماً أن هؤلاء الوزراء الجدد قاموا في الفترة ما بين شهري أيار وآب عند توليهم مناصبهم بممارسة أعمال القمع ضد المدنيين، ولكن هؤلاء الوزراء الجدد لم يتولوا مناصبهم إلا في الثاني من شهر أيلول الماضي عند أدائهم القسم الدستوري ..!

فالاتحاد الأوروبي هو منذ البداية غير مهتم بكل ما يجري في سورية، وغير معني بصدق المعلومة والأحداث، لا بل على العكس هو من يبذل الجهود المضنية في تزوير الأحداث وتلفيق الوقائع .. وفبركة الأكاذيب، ولا يعنيه أي شيء على الإطلاق سوى إسقاط الدولة السورية التي ستبقى شوكة في حلقه وحلق أعدائها المفترين .. تباً لهذا الزمن التافه الذي يتخلى فيه الكثيرون عن أبسط الفضائل والقيم.