خبرة بالرقص ..!
عبد الحليم سعود
رغم انقطاع علاقتي بالرقص لسنوات طويلة، إذ تعود آخر بطولاتي معه إلى أيام المدرسة ومعسكر الصف العاشر تحديداً، حيث كنت من المتميزين “بالرقصة الروسية” المشهورة أو ما يسمى “التمرين التاسع” خلال دروس الفتوة، إلا أنني لم أتمالك نفسي من (الرقص) التعبيري وأنا أقرأ أخبار الزيادة المرتقبة على رواتب وأجور العاملين في الدولة، رغم أنها كانت مجرد شائعة أطلقها نائب (ذكي) لرفع الأدرينالين عند التجار، ورغم أننا نحتاج إلى عشر زيادات (دسمة) حتى نستعيد توازننا النفسي والمادي.. ونتجاوز خط التعتير!
صحيح أن حكومتنا العتيدة (أم بيانات واجتماعات وجولات) تريد تحسين حالتنا المعيشية البائسة، ولكنها تشترط توافر الإمكانات (صح النوم ليش إنتو خليتو فيها إمكانات)، وهذا ما جعل البلد كله يرقص على إيقاع ارتفاعات جديدة وغير مبررة للأسعار، بالتوازي مع استمرار أزمتي الخبز والبنزين، إضافة إلى التقنين المجحف للكهرباء وانقطاع مياه الشرب “في الريف الساحلي”، ما جعل الكثير من الناس في هذا الصيف الحارق أكثر مهارة بالرقص من الست نجوى فؤاد أيام عزها..الله يعزكم!
وصحيح أيضأ أن النائب السعيد نفى الشائعة بعد أن تأكد من عدم صحتها أو أن أحداً نبهه لخطورة الشائعات التي توهن نفسية الحكومة، ولكن رغبتي بالرقص ظلت على حالها، وقد استعدت رشاقتي مجدداً وبدأت مزيجاً من الرقصات الغريبة المهجنة بالمدمجة بالشرقي، فلامنكو على زومبا على تشاتشا، على إيقاع رسالة الغاز العظيمة التي وصلتني، إضافة إلى منحي حق اختيار المؤسسة المناسبة لاستلام مخصصات عائلتي من السكر والرز( يا هيك الحرية والحضارة يا بلاها)…!
كما أصدقكم القول أن دوافعي للرقص لم تقتصر على هذين الخبرين “الجميلين” فحسب، بل رقصت فرحاً لتوهج شعلتي مصفاة بانياس، على اعتبار أن توهجهما مؤشر على قرب انتهاء أزمة البنزين، وعلى وصول تجار هذه الأزمة (الله لا يشبعهن) إلى حد الشبع، ولا سيما أنهم رفعوا سعر ليتر البنزين المدعوم بالسوق السوداء إلى أكثر من ألفي ليرة..، كما سررت جداً ورقصت كثيرا للزيادة التي وقعت على رواتب السادة الوزراء وبعض المسؤولين، وهذا يعني أننا انتهينا من الفساد من دون حرب أو مكافحة أو تحقيقات استقصائية أو “تعليقات” فيسبوكية..إلخ والعلم عند الله..!
هوامش:
- يقول مسؤول مطلع: سبب أزمة الخبز حالياً هو اعتماد المواطن على هذه المادة بصورة رئيسية في وجباته الغذائية..!
- تقول ماري انطوانيت: من لم يستطع الاعتماد على الخبز فليعتمد على الكاتو..!
- يقول مواطن سوري خبير بالرقص: (والطير يرقص مذبوحا من الألم)…