جديد 4E

الحكي ببلاش

ميساء العلي

لطالما تمنى المواطن السوري أن يسمع ويرى أفعالاً لا مجرد أقوال عند أي حديث حكومي مهما كان، كيف وإذا كان هذا الحديث هو البيان التي تُطلقه الحكومات عند البدء بعملها ليكون مؤشر ودليل طريق ترسم من خلاله ماذا يجب أن تفعل وكيف وماهي المدة الزمنية اللازمة للتنفيذ ؟ .

لم يكن مفاجئاً البيان الحكومي الذي أطلقته حكومتنا أمام مجلس الشعب فكل ما تم طرحه من عناوين فضفاضة لم تلامس هموم الناس التي تتزايد يوماً تلو الأخر فمن أزمة إلى أخرى يقف عاجزاً أمام واقع صعب في ظل غياب أي إدارة صحيحة فالحل يأتي دائماً بعد فوات الآوان .

لا ننكر أننا نتعرض لحصار اقتصادي جائر وعقوبات صارمة لكن كان من المفترض أن تدير الجهات المسؤولة تلك الأزمات بعقلية مختلفة وتضع حلولاً مسبقة خاصة وأنها تعلم أنها ستحدث ولديها لنقل بعض المعطيات لذلك.

للأسف من يقرأ البيان الحكومي يرى فيه ربطاً من  المستحيلات مع الأنفصال التام عن الواقع وأن كل ما قيل مجرد وعود خيالية وكلام كبير لن ينفذ في ظل غياب الإدارة السليمة وهنا نسأل لماذا لا تصارح الحكومة المواطن بالواقع وتشرح آلية عملها بشفافية وبالأرقام ؟ .

تحسين الوضع المعيشي للمواطن لا يكون إلا من خلال تصحيح الاختلال الحاد بين الدخل والأستهلاك فلم يعد هناك مزيداً من الوقت ولابد من تدخل سياساتي اجرائي كامل بجرعات عالية المستوى تصوب هذا المسار فالحديث عن زيادة الرواتب والأجور لا يكفي طالما لم يرتبط بتخفيض للأسعار بل على العكس سندخل بمطب التضخم الذي نعاني منه بطبيعة الحال.

في الواقع إن تضاعف الأجور من دون أن يرافقها تحسن ملموس بالقدرة الشرائية للدخل مجرد ابرة بنج مؤقتة أثرها فيما بعد سيكون مؤلماً لذلك المطلوب ترتيب الأولويات ووضع جداول زمنية لتنفيذها على أرض الواقع فعبارة ” لن نبخل جهداً لتحسين دخل الموظف عندما تتوافر الإمكانيات ” تحمل الكثير من التأويلات والوقت وكل ذلك غير مجدٍ في ظل الواقع الاقتصادي الصعب الذي أضاعت فيه الحكومة بوصلتها ” المواطن ” الذي أصبح مجرد حقل تجارب ..

جريدة الثورة – زاوية الكنز بعنوان (ترتيب الأولويات ) 22 – 9 – 2020 م