السلطة الرابعة : سحر عويضة
بينما يكون من أولويات عمل أي جسم وزاري أو حكومي تأمين متطلبات عيش المواطن وأساسيات الحياة البسيطة ( ولا نقول الرفاهية) فإن المفارقة هي في أن حكومتنا الرشيدة بغض النظر عن هوية من يرأسها فقد تخلت عن مهمتها الأساسية وقررت أن تنجح في مهمة أخرى وهي فن افتعال الأزمات وإذلال المواطن البسيط بكل ما أوتيت من أساليب وقرارات .
سئمنا من تلك التبريرات التي يسوقها أصحاب الحل والربط بل الربط دون حل لناحية أن سورية تعيش حرباً منذ عقد من الزمن ذلك أن سورية التي عانت من ويلات الإرهاب لم تعش حالة العجز عن تأمين كل شيء كما يحدث الآن حتى عندما كان المسلحون يسيطرون على أجزاء واسعة من البلاد ، وكانوا يتحكمون في مقدراتها وكانت سورية قادرة على تأمين متطلبات الحياة الأساسية بأبسط مقوماتها على أقل تقدير .
أما اليوم ورغم أن الحرب العسكرية شارفت على النهاية إن لم تكن انتهت فعلاً ، فإن العجز بات واضحاً وصارخاً إلى الحد الذي أصبح يتحدى كل أصحاب المعالي والسعادة باعتبارهم غير قادرين على التغلب على هذا العجز .
ببساطة ياسادة إن كنتم عاجزين عن تقديم الحلول فالأفضل هو الآبتعاد والنزول عن كاهل المواطن الذي اتعبته قراراتكم (التحفة) والتي تقوم أولاً على اختلاق كل ما يرتبط بكلمة أزمة .
أزمة خبز : يجب على المواطن أن يقف لساعات في الطابور الممتد عشرات الأمتار ليحصل على رغيف الخبز .
أزمة البنزين : يجب على المواطن أن يهجر منزله وغرفة نومه لينام في طوابير الكازية بانتظار تعبئة بضعة ليترات من الوقود ليحرك سيارته الخاصة أو العامة .
أزمة الكهرباء : يجب على المواطن أن يمتثل لبرنامج التقنين الذي لا يدرك أن الجو حار أو بارد ولا يمكن للإنسان تحمل العوامل الجوية مع تجاهل اختراع يسمى الطاقة الكهربائية .
أزمة الدواء : على المرض أن يفهم أن المواطن السوري غير قادر على تأمين الدواء لعدة أسباب وأعذار سوقها أصحاب القرار وبالتالي فعلى أصحاب الأمراض المزمنة أن ينتظروا ما يحكمه عليهم القدر فإما النجاة أو المعاناة والألم دون وجود دواء وبالتالي الممات.
أزمة غلاء بل جنون الأسعار : وهنا تكون اللعبة واضحة جداً وهي لعبة تجار معروفين ومكشوفين يقف المسؤولون أمامهم متفرجين .
أزمة السكن .. أزمة الرواتب ..أزمة المواصلات .. أزمة المازوت والغاز ..أزمة حليب الأطفال ..أزمة المحسوبيات ..
وأزمة البيروقراطية .
الأزمات كثيرة وللأسف لامجال لتعدادها جميعاً لأننا سنحتاج لمجلدات ، ولكن أعطوني موقفاً واحداً أثبتت فيه الحكومة أنها تسعى لحل هذه المشكلة أو تلك
ولا تحيد عن اختلاق الأزمات ؟؟!!