بــكرا أحـــلى !!
هناء ديب
عشية التشكيل الحكومي الكلي أو الجزئي المرتقب كما تقتضي العملية الدستورية وما يرشح من تسريبات عن أسماء ستحظى بحقائب وزارية وتغيرات قد تطال الفريق الاقتصادي وغيرها الكثير من التكهنات “الفيسبوكية ” لم يعد هناك ما يشد أو يغري المواطن الغارق في زحمة متاعب الحياة الاقتصادية والمعيشية التي كان لبعض القرارات الحكومية اليد الطولى في تعميقها وتفاقمها ليزيد عامل الضغط النفسي من وباء كورونا الطين بلة .
وجاءت جملة القرارات الصادرة مؤخراً عن الحكومة في جلستها الأخيرة ومنها أنها بطور دراسة الخيارات المتاحة لحزم دعم قطاع الدواجن الذي يواجه أسوأ أزمة له ( نعم تخيلوا لا تزال تبحث في الخيارات) وطلبها عدم التشدد في اللباس المدرسي مراعاة لأوضاعنا المعيشة الصعبة لتزيد من خيبة الناس ووجعهم وتؤكد لهم أن مطالبهم المحقة بتحسين الواقع المعيشي لم تجد صداها لدى أصحاب القرار وإشارات الاستفهام والاستغراب والانتقاد للأداء التنفيذي طوال السنوات الماضية كانت في مكانها وخير شاهد الإقرار أخيراً بأن الناس فعلاً تواجه أوضاعاً معيشية صعبة وغير مسبوقة ومع ذلك لا تزال الجهات التنفيذية بمرحلة الدراسة والتمحيص عن الحلول وكأن عامل الوقت متاح لآخره وواقع البلاد بأفضل حال لذلك فالتجريب فينا ممكن وبحال لم يفلح هذا الخيار نسلك طريق الخيار الثاني وهكذا هو حالنا منذ سنوات لا قيمة للوقت ولا للمسؤولية الوطنية في أصعب مرحلة يمر بها البلد ولا لهموم ومعاناة الناس .
والمؤسف فعلاً أن حالة الترقب واللعب بالوقت الضائع والتراخي الناجم عنها في العمل والأداء لأغلب الوزارات خلال الأسابيع الأخيرة هي الأخرى سيدة الموقف قرارات وإجراءات وبرامج ومشاريع تعرقل من قبل بعض المسؤولين في المراتب الوظيفية المختلفة بانتظار رأس الهرم الجديد الذي قد تكون له رؤية مخالفة لسابقه والضريبة كما العادة يدفعها المواطن ومفهوم العمل المؤسساتي الغائب عن ذهنية غالبية المسؤولين وهذا برهان أخر عن ضعف إدارات ومسؤولين في مواقع قرار يتعاملون بهذه الآلية بهذه الظروف الاستثنائية والأخطر أن بعضهم يتولى مسؤولية تنفيذ أهم مشروع أطلق منذ سنوات وهو المشروع الوطني للإصلاح الإداري .
ومع كل ما تقدم فإن سقف التوقعات لدى غالبية الناس بتغيرات جذرية في الأداء والعقلية والرؤية بعدسة دقيقة وواسعة للواقع غير مرتفع إطلاقاً والمؤلم أن الطموح يقتصر على أن لا نصحو على ضغوطات جديدة وخيبات تقلل من حيز الأمل بأن بكرا أحلى .
https://www.facebook.com/hanaa.deeb.9/posts/3426228014065966