جديد 4E

دور مجلس الشعب في ترسيخ البناء الاجتماعي

حسين صقر

لا شك أن الحرب الإرهابية الظالمة على سورية و التي شنها الغرب الاستعماري وأدواته وعملاؤه في المنطقة، تركت أثراً نفسياً كبيراً على الشعب السوري لما رآه من آثار تدميرية مادية ومعنوية، وحاولت  تخريب بعض العلاقات الاجتماعية التي كانت تسودها روح من المحبة والتعاضد، لكن وعي هذا الشعب كان أكبر من تلك المحاولات، وذلك بفضل الوعي الجماهيري الكبير الذي استطاع تطويق الأزمة المفتعلة في الكثير من المناطق ، وجعلها من حكايات الماضي، بعد أن لعبت الأوساط الرسمية والسياسية والفعاليات الأهلية دوراً مهماً في رأب الصدع الاجتماعي الذي كان سيحصل حكماً لولا هذا الوعي والدور.

مجلس الشعب السوري أحد تلك الأوساط التي ساهمت إلى حد كبير في توسيع رقعة المصالحات من خلال ممثليه في أنحاء المحافظات والمناطق والنواحي، حيث ساهم أعضاؤه بتنمية الروح المعنوية العالية لدى المجتمع السوري، وتوضيح حقيقة مايجري، وحقيقة مايحاك ضده من مؤامرات تستهدف عيشه وبنيته الاجتماعية المعروفة بتفاعل أسسها وصلابتها، كما كان للجان  المصالحات التي انبثقت عن المجلس، دور كبير في تعزيز الثقة بين المواطنين أنفسهم ، حيث دعت هذه اللجان إلى نشر ثقافة المصالحات في المجتمع وتفعيل دور الفعاليات الشعبية و الإعلام في هذا المجال.

ولأن عملية البناء الاجتماعي تحتاج لإطار  تنظيمي تندرج ضمنه كافة أوجه السلوك الإنساني في اي مجتمع كان، كان لابد من أخذ مجلس الشعب على عاتقه تكوين هذا الإطار، نظراً لوجود أعضائه الذين يمثلون مناطقهم، وهو ما ساعدهم على وضع   مجموعة من النظم الاجتماعية المحكومة بالقواعد السلوكية المستقرة، و التي تحكم العلاقات الإنسانية والاجتماعية المتعددة الوجوه والمجالات في اي مجتمع ما بغض النظر عن الشرائح والمكونات التي تؤلفه.

المجلس حرص خلال تلك الآونة على التعريف بأهمية التفاعل الديني بين المواطنين، سواء العلاقات البينية،أو السلوك الذي يتبادلونه لترسيخ علاقاتهم تلك، وهو ما يمكننا من  القول بأن ثمة دوراً فاعلاً حدد الأسس المتينة للمصالحات التي جرت على نطاق واسع، وهيأت الأجواء المناسبة لتنقية الأجواء التي عكرها الإرهابيون والأدوات والوكلاء التي يرتبطون بها.

 المجلس حرص أيضاً خلال الفترة الحرجة والمنصرمة على توجيه الناس كي يسلكوا طرقاً صحيحة للتخلص من الشوائب التي ألمت بتلك العلاقات، لكون ماعاناه السوريون خلال المرحلة الماضية يتطلب جسر الفجوات التي حصلت في بعض الأحيان، وتقوية روابط المحبة وتوثيق عراها من جديد، ولاسيما أن البناء الاجتماعي يعني بمجمل أنماط وأنساق السلوك الإنساني داخل المجتمع أن يعمل جميع من فيه على تحقيق هذا الهدف.