جديد 4E

ارتفاع ضحايا انفجار بيروت إلى 135 شخصاً.. إعلان حالة الطوارئ وتشكيل خلية أزمة

السلطة الرابعة – وكالات

قرر مجلس الوزراء اللبناني أمس الأربعاء إعلان حالة الطوارئ لمدة أسبوعين مع إمكانية التمديد على خلفية الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت أمس الأول على أن تتولى السلطة العسكرية مسؤولية الحفاظ على الأمن.

وأوضحت وزيرة الإعلام اللبنانية منال عبد الصمد خلال مؤتمر صحفي تلت فيه مقررات مجلس الوزراء في جلسته الاستثنائية لمتابعة تداعيات انفجار بيروت أن المجلس تبنى ما صدر في بيان المجلس الأعلى للدفاع ولا سيما إعلان بيروت مدينة منكوبة إضافة إلى تشكيل خلية أزمة لمتابعة هذه الكارثة على الصعد كافة وتشكيل لجنة تحقيق إدارية مهمتها إدارة التحقيق في أسباب وقوع الكارثة ورفع تقرير بالنتيجة إلى مجلس الوزراء في مدة أقصاها خمسة أيام وإحالة التقرير إلى الجهات المختصة.

وطلب مجلس الوزراء اللبناني من الأجهزة المختصة الحرص على عدم العبث بمسرح الجريمة لعدم ضياع معالمها وتكليف الجيش وضع كل من له علاقة بملف النيترات تحت الاقامة الجبرية من بعد تسمية الأشخاص المسؤولين لحين انتهاء التحقيقات.

وقرر المجلس أيضا تكليف الجيش والهيئة العليا للإغاثة مسح الأضرار للتعويض على المتضررين وفق الأولوية ودفع التعويضات اللازمة لعائلات الشهداء على أن تحدد الجهات لاحقاً، كما خصص المجلس اعتمادات للمستشفيات لمعالجة الجرحى إضافة إلى تكليف الهيئة العليا للإغاثة تأمين الإيواء للعائلات التي لم تعد منازلها صالحة للسكن وفتح المدارس والفنادق لاستقبال المواطنين والطلب من وزارة الأشغال اتخاذ ما يلزم في سبيل تأمين عمليات الاستيراد والتصدير عبر مرافئ غير مرفأ بيروت.

قيادة الجيش اللبناني تدعو المواطنين إلى إخلاء منطقة الانفجار

كما دعت قيادة الجيش اللبناني المواطنين إلى إخلاء منطقة الانفجار أمام عمليات الإنقاذ ورفع الأضرار الناجمة عنه، وطلبت القيادة في بيان من أصحاب المنازل والممتلكات الواقعة في المنطقة المحيطة بالانفجار التقيد بالإجراءات المتخذة والتعاون مع القوى الأمنية المنتشرة في المكان.

في هذه الأثناء ذكرت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام أن أربعة عناصر من قوى الأمن الداخلي والأمن العام اللبناني استشهدوا في انفجار مرفأ بيروت وأصيب 34 بين ضباط ورتباء وعناصر، إصابات بعضهم بالغة.

ارتفاع عدد ضحايا الانفجار إلى 135 شخصاً

وزير الصحة العامة اللبناني حمد حسن أعلن ارتفاع عدد ضحايا الانفجار  إلى 135 شخصاً.

وقال حسن في حديث تلفزيوني مساء أمس الأربعاء : إن “هناك أيضاً 80 مفقوداً وآلاف الجرحى حتى الساعة وتعمل الفرق المعنية بالبحث عنهم في البحر وتحت الأنقاض”.

من جهته أصدر رئيس الحكومة اللبنانية حسان دياب مذكرة تقضي بإقفال جميع الإدارات والمؤسسات العامة والبلديات لمدة 3 أيام ابتداء من يوم أمس وتنكيس الأعلام عليها وعلى جميع السفارات اللبنانية في الخارج حداداً على شهداء انفجار مرفأ بيروت.

وكانت حصيلة سابقة أشارت إلى أن انفجار مرفأ بيروت أودى بحياة أكثر من 100 شخص فيما أصيب أكثر من 4 آلاف شخص بجروح.

من جانب آخر أكد وزير الداخلية اللبناني محمد فهمي، أن “لبنان ليس بحاجة إلى تحقيق دولي بخصوص انفجار مرفأ لبنان”.

وفي حين أعلن مجلس الوزراء اللبناني قراره “وضع كل المسؤولين عن المرفأ في الإقامة الجبرية إلى حين تحديد المسؤولية عن الانفجار”، قالت وزيرة المهجرين اللبنانية غادة شريم، إنه “تقرر أيضاً وضع كل من أدار عملية التخزين والحراسة منذ 2014 بالإقامة الجبرية”.

وعقب جلسة عقدها مجلس الوزراء، أشارت وزيرة الإعلام اللبناني إلى أن مجلس الوزراء قرر التواصل مع السفارات لتأمين المساعدات”.

كما تقرر حصر بيع الطحين للأفران وتشكيل خلية أزمة لمتابعة هذه الكارثة على الصعد كافة، على أن تتولى السلطة العسكرية فوراً صلاحية المحافظة على الأمن”.

ونوهت الوزيرة إلى أن الإقامة الجبرية تشمل الأشخاص المباشرين المعنيين بالملف، وقالت “لا نستطيع التوسع أكثر”.

وقالت : “تقرر فتح اعتماد استثنائي بقيمة 100 مليار ليرة لبنانية”، لافتةً إلى “تشكيل لجنة تحقيق إدارية برئاسة دياب تكون مهمتها إدارة التحقيق في الأسباب التي أدت إلى وقوع الكارثة ورفع تقرير إلى مجلس الوزراء خلال مهلة خمسة أيام من تاريخه”

وفي وقت سابق، أكد وزير الاقتصاد اللبناني راؤول نعمة أن “احتياطات الحبوب في البلاد تكفي لأقل من شهر”، فيما المطلوب توفير مخزون يكفي لـ3 أشهر، لضمان الأمن الغذائي وتفادي حصول أزمة طحين.

كما أكد الرئيس اللبناني ميشال عون تصميمه على كشف ملابسات ما حصل في مرفأ بيروت، وفي أسرع وقت ممكن، ومحاسبة المسؤولين والمقصِّرين.

بدوره، رئيس الوزراء حسان دياب اعتبر أن “ما جرى في لبنان ضربة كبيرة، وورشة العمل انطلقت على جميع المستويات”، بعد أن كان قد شدد أمس على أن ما حصل لن يمر دون محاسبة المسؤولين عنه.

وأعلن مجلس الدفاع الأعلى في لبنان، أمس الأول، بيروت “مدينة منكوبة” جراء الانفجار الذي هز مرفأ بيروت، وشدد على وجوب إنزال أشد العقوبات بالمسؤولين عن الكارثة.

وفي مستهل جلسة مجلس الدفاع الأعلى، قال عون: “كارثة كبرى حلت بلبنان، وهدفنا اتخاذ الإجراءات القضائية والأمنية الضرورية”.

وتلقى عون اتصالات من رؤساء عدد من الدول للتعزية بانفجار مرفأ بيروت، والعديد من الدول أعلنت عن استعدادها للوقوف إلى جانب لبنان والشعب اللبناني في هذه الكارثة.

وسارع اللبنانيون بعد الانفجار الذي وقع عصر أمس الأول الثلاثاء في مرفأ بيروت إلى نشر حملات مساعدة للمتضررين منه، سواء الجرحى أو الذين تضررت بيوتهم أو المساعدة في البحث عن المفقودين جراء الانفجار.

هذا الانفجار الضخم ناجم مبدئياً عن احتراق في مستودع لمواد “نترات الأمونيوم” في مرفأ بيروت، وسمع في كل العاصمة وضواحيها، وصولاً إلى الجنوب وبعض قرى البقاع، وأدى إلى تدمير المرفأ كلياً وعشرات المباني المحيطة، كما تضررت مبانٍ عدة في بيروت وضواحيها جرّاء شدة الانفجار.

وكان الأمين العام للصليب الأحمر اللبناني جورج كتانة قد أعلن في وقتٍ سابق أن عدد ضحايا الانفجار الذي هز مرفأ بيروت مساء أمس الأول وصل إلى نحو مئة قتيل ( في إحصائية أولية ) فيما لا يزال هناك العشرات من المفقودين.

وأوضح كتانة في حديث تلفزيوني أن هناك أكثر من 4000 مصاب نتيجة الانفجار حتى الآن بعضهم في حالة خطرة مشيرا إلى أن عددا كبيرا من المستشفيات استقبلت ضحايا الانفجار وهي تعمل بطاقتها القصوى.

بدوره أعلن مدير عام الدفاع المدني اللبناني العميد ريمون خطار أن فرق الانقاذ قسمت المرفأ إلى مجموعات في عمليات المسح وقال إننا “بحاجة إلى مساعدة لإزالة الركام عبر جرافات وغيرها”.

وأشار خطار إلى أن هناك فرقا تبحث عن ضحايا في البحر مبينا أن وضع صوامع الحبوب الموجود في المرفأ غير سليم وهناك خطر من انهيارها مناشدا المهندسين بالمساعدة في عمليات الترميم.

وتواصل الجهات المعنية في لبنان تحركاتها للملمة آثار الانفجار الضخم الذي هز مرفأ بيروت حيث قرر المجلس الأعلى للدفاع خلال اجتماعه الذي عقده الليلة الماضية برئاسة الرئيس اللبناني العماد ميشيل عون رفع توصيات إلى مجلس الوزراء بإعلان بيروت مدينة منكوبة وإعلان حالة الطوارئ فيها لمدة أسبوعين تتولى خلالها السلطة العسكرية العليا صلاحية المحافظة على الأمن وتوضع تحت تصرفها جميع القوى المسلحة بما فيها قوى الأمن الداخلي والأمن العام والجمارك ورجال القوى المسلحة في الموانئ والمطار وفي وحدات الحراسة المسلحة ومفارزها بمن فيها رجال الإطفاء وتقوم هذه القوى بواجباتها الأساسية وفقا لقوانينها الخاصة وتحت امرة القيادة العسكرية العليا. ( وقد حصل ذلك )

كما أوصى المجلس بتخصيص اعتمادات للمستشفيات لتغطية النفقات الاستشفائية للجرحى ودفع التعويضات اللازمة لعائلات الشهداء واستيراد كميات من القمح بعد أن تلفت تلك المخزنة في الصوامع وتجهيز مرفأ طرابلس لتأمين العمليات التجارية من استيراد وتصدير وتشكيل خلية أزمة لمتابعة تداعيات هذه الكارثة على الصعد كافة وتكليف الهيئة العليا للإغاثة مسح الأضرار بالتنسيق مع الجيش اللبناني والتواصل مع جميع الدول وسفاراتها لتأمين المساعدات والهبات اللازمة وإنشاء صندوق خاص لهذه الغاية.

ردود أفعال

إلى ذلك توالت ردود الأفعال المتضامنة مع لبنان حيث أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني جهوزية إيران لتقديم كل المساعدات الطبية والعلاجية والدوائية وإسعاف المصابين بحادث الانفجار.

وأعرب روحاني في برقية إلى الرئيس عون عن أمله في الإسراع بتقصي أبعاد الحادث وعودة الاستقرار إلى بيروت ولبنان.

كما أعلن رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني محمد باقر قاليباف استعداد إيران لأي نوع من التعاون مع لبنان وإرسال المساعدات الإنسانية فيما أعرب أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني عن وقوف إيران إلى جانب الشعب اللبناني واستعدادها لتقديم أي مساعدة ممكنة.

من جانبه أكد رئيس جمعية الهلال الأحمر الإيراني كريم همتي استعداد الجمعية لإغاثة متضرري حادث الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت في حين أعرب وزير الصحة الإيراني سعيد نمكي في رسالة إلى نظيره اللبناني عن الاستعداد لتقديم كل أشكال المساعدة والدعم للبنان في مصابه.

وفي هافانا أعرب وزير الخارجية الكوبي برونو رودريغيز بارييا عن تعازيه للحكومة والشعب اللبناني بضحايا الانفجار الذي وقع في العاصمة اللبنانية بيروت معلنا تضامن بلاده مع لبنان وشعبه.

الرئيس الأسد لعون : نؤكد وقوفنا إلى جانب لبنان الشقيق وتضامننا مع شعبه المقاوم

وكان السيد الرئيس بشار الأسد قد بعث برقية إلى الرئيس اللبناني ميشال عون أكد فيها وقوف سورية إلى جانب لبنان الشقيق والتضامن مع شعبه المقاوم.

وقال الرئيس الأسد: آلمنا كثيراً الحدث الجلل الذي وقع في مرفأ بيروت وخلف عدداً كبيراً من الضحايا والجرحى.

وأضاف الرئيس الأسد: باسمي وباسم الشعب العربي السوري نتقدم منكم ومن الشعب اللبناني بخالص العزاء والمواساة سائلاً الله عز وجل الرحمة للضحايا والشفاء العاجل لجميع المصابين.

وتابع الرئيس الأسد: نؤكد وقوفنا إلى جانب لبنان الشقيق وتضامننا مع شعبه المقاوم وكلنا ثقة بأنكم قادرون على تجاوز آثار هذا الحادث المأساوي وإعادة بناء ما نتج عنه من أضرار في أسرع وقت ممكن.

من جانبه رئيس مجلس الشعب حموده صباغ بعث برقية إلى رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري معزياً بضحايا الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت.

وجاء في البرقية: ببالغ الأسى تلقينا نبأ الحدث المؤسف الذي وقع في مرفأ بيروت وأدى إلى عدد كبير من الضحايا والمصابين.. وإنني إذ أعبر باسمي وباسم مجلس الشعب في الجمهورية العربية السورية عن خالص التعازي الأخوية والمواساة الصادقة لشخصكم الكريم ومن خلالكم إلى مجلس النواب في لبنان الشقيق.

وأعرب صباغ عن التضامن والتعاطف التام مع أهالي وأسر ضحايا هذا الحدث الأليم متضرعاً إلى المولى القدير أن يشمل الضحايا بواسع رحمته ويمن على المصابين بالشفاء العاجل.

وكذلك أجرى وليد المعلم نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين اتصالاً هاتفياً مع شربل وهبة وزير الخارجية والمغتربين اللبناني أعرب خلاله عن تأثر الجمهورية العربية السورية البالغ بالانفجار المروع في مرفأ بيروت والذي أودى بحياة عدد من الأبرياء وجرح آخرين وأحدث دماراً هائلاً في المباني والمرافق العامة والخاصة.

وأكد المعلم تعاطف وتضامن سورية مع لبنان الشقيق والاستعداد لوضع كل الإمكانيات لمساعدة لبنان على تجاوز آثار هذا الحادث المأساوي.

وعبر المعلم عن عميق المواساة وخالص العزاء للشعب اللبناني الشقيق وعائلات الضحايا الثكلى والتمنيات بالشفاء العاجل للجرحى.

من جانبه أعرب وزير الخارجية اللبناني عن الامتنان لهذا الموقف الأخوي الذي يعبر عن حقيقة العلاقة بين الشعبين الشقيقين.

خمس طائرات روسية محملة بالمساعدات إلى لبنان

وكانت وزارة الطوارئ الروسية قد أعلنت بأنها أرسلت 5 طائرات إلى لبنان للمساعدة في إزالة آثار الانفجار الذي حصل في مرفأ بيروت أمس الأول.

ونقلت سبوتنيك عن الوزارة قولها في بيان إن “الطائرات الخمسة جزء من المساعدات الإنسانية التي سيتم ارسالها إلى بيروت لتقديم المساعدة وإزالة آثار انفجار المرفأ” موضحة أن الطائرات ستحمل مشفى متنقلا وأطباء وعمالاً من مركز الإنقاذ بالإضافة إلى متخصصين من هيئة حماية المستهلك وكذلك مختبرات للكشف عن فيروس كورونا وملابس ووسائل للوقاية.

وأربع طائرات جزائرية وسفينة مساعدات إلى لبنان أيضاً

وفي الجزائر أعلن رئيس الجمهورية الجزائري عبد المجيد تبون، إثر مكالمة هاتفية أجراها أمس الأربعاء، مع نظيره اللبناني ميشال عون، عن “تقديم مساعدة فورية للشعب اللبناني الشقيق”، حسبما أفاد بيان لرئاسة الجمهورية.

وأوضح البيان أنه “تنفيذاً لهذا الأمر، تستعد 4 طائرات جزائرية، للإقلاع باتجاه العاصمة بيروت على النحو التالي: طائرة تقل أطقماً من الأطباء والجراحين ورجال الحماية المدنية، وثانية محملة بالمواد الطبية والصيدلانية، وثالثة محملة بالمواد الغذائية، ورابعة تحمل الخيم والأغطية”.

كما “ستُبحر باخرة جزائرية، وعلى متنها شحنات من مواد البناء، للمساعدة في إعادة بناء وتعمير ما دمره الانفجار”

فيما أعلن عدد من الأحزاب الجزائرية، تضامنها المطلق مع الشعب اللبناني بعد انفجار بيروت، كما بعث رئيس البرلمان الجزائري سليمان شنين، برقية تضامن وتعزية إلى رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، على إثر الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت.