جديد 4E

برأسمال مليار ليرة ..شركة قابضة في دير عطية لتملّك الأسهم وحصص في الشركات ..

بتحالف بين 20 شخصاً وخمسة كيانات منها مجلس المدينة .. شركة ( خاتون ) القابضة تتمركز في مول قلمون

محاسب المجلس: نريد استثمار أموالنا الاحتياطية كي لا تُجمّد وصولاً لرافدٍ يمكننا من تقديم خدمات أفضل

علي محمود جديد

دائماً تضرب لنا مدينة دير عطية المثل الأجمل الذي يعطي القدوة لبقية الوحدات الإدارية في الكيفيّة التي يمكنها أن تغدو نموذجاً واسع الآفاق، وغير مُكبّلٍ بالجمود والروتين، والإيعازات القادمة من خارجها، لاسيما وأن قانون الإدارة المحلية ومختلف التشريعات اللاحقة أعطت الوحدات الإداريّة مدّاً واسعاً لمن يشاء منها أن يعمل، أو بالأصح أن يفهم.

دير عطية كانت أجمل مقولة تشبهها وتليق بها هي تلك التي اشتُهرت بها والتي تقول : ( ابتسم .. فأنت في دير عطية ) ففعلاً يحق لها .. ومن أجلها الابتسام .. لجمالها وبهاء تفاصيلها، وتنوّع مشاريعها، وخدماتها التي لا تتوقف .. ولا يتوقف البحث عن أي طريق يؤدي سلوكه إلى زيادة تلك المشاريع، وتحسين تلك الخدمات.

وآخر هذه الطرق كانت اشتراك مجلس مدينة دير عطية بتأسيس شركة قابضة جديدة اسمها (  شركة  خاتون المساهمة المغفلة القابضة الخاصة ) والتي سيكون من اختصاصها وأهدافها تملك الحصص في شركات محدودة المسؤولية، أو شركات الشخص الواحد، أو أسهم في شركات مساهمة، أو الاشتراك في تأسيس مثل هذه الشركات، وكذلك الاشتراك في إدارة الشركات التي تملك فيها أسهماً أو حصصاً، واستثمار أموالها في الأسهم والسندات والأوراق المالية الأخرى.

هذه الشركة القابضة التي يساهم في تأسيسها / 25 / شخصاً وكياناً، من بينهم مجلس مدينة دير عطية، الذي ساهم بخمسين مليون ليرة من أصل مجمل رأس المال البالغ مليار ليرة سورية .

أظهرت معطيات شركة ( خاتون ) المساهمة المغفلة القابضة الخاصة، أن وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك قد صادقت على نظامها الأساسي فعلاً ( والذي يحتفظ سيريا ستيبس بنسخة عنه ) وذاك النظام يعطيها الحق في سبيل تحقيق غاياتها أن تتملك العقارات والمنقولات اللازمة لمباشرة نشاطها، وإجراء التصرفات القانونية لما تمتلكه من هذه الأموال المنقولة وغير المنقولة، أو أي حقوق أخرى بيعاً أو شراءً، أو نقلاً للملكية أو رهناً وغيرها من أوجه التصرف القانوني، كما يحق لشركة خاتون تقديم القروض والكفالات للشركات التابعة على أن لا يكون من هذه الأغراض قبول الودائع والقيام بالأعمال المصرفية والتأمين، والحصول على الوكالات التجارية، ويحق لها أيضاً تقديم الخدمات الفنية والاستشارية والقيام بدراسات مأجورة أو غير مأجورة للشركات التي تساهم فيها أو لأي جهة أخرى .

كما أوضحت المعطيات أن مركزها سيكون في ريف دمشق، ولها أن تؤسس فروعاً في سورية وخارجها، ولمدة غير محدودة.

أما المؤسسون لهذه الشركة فهم خمسة كيانات وعشرين شخصاً، فإلى جانب مجلس مدينة دير عطية هناك أربعة كيانات أخرى هي / شركة النبراس – وشركة ذرى – وشركة الضيافة – وشركة المعماري /

أما الأشخاص المؤسسون فهم ناصر كمار – وسيم ضبعان – عثمان دعبول – مصطفى بحبوح – محمد بكرو – جمعة عبد القادر – عمر العوم – مصطفى معاد – محمد قاسم النجار – زياد بسو – عامر الجلاّب – مروان كمار – مصطفى سعد – مصطفى مليسان – بسام العوم – محمد قطمة – عامر دعبول – سائد الناظر – خالد الدرع – وزياد سعد.

المقرّ في دير عطية

السيد خالد زرزور محاسب مجلس مدينة دير عطية أوضح لسيريا ستيبس وقتما سألناه أننا لاحظنا قيام مجلس المدينة بالمساهمة في تأسيس شركة خاتون فما أهمية هذه المساهمة لمجلس المدينة ..؟ أجاب زرزور أنه بناء على توجهات من وزير الإدارة المحلية ومحافظ ريف دمشق في محاولة استثمار الأموال التي تمتلكها الوحدات الإدارية، وإقامة مشاريع استثمارية وتنموية بحيث يكون هناك دخل ورافد للبلديات، لتتمكن من تقديم خدمات أفضل، ونحن في مجلس مدينة دير عطية لدينا هكذا توجهات بحكم أننا نحب أن نكون رائدين في أعمالنا، قمنا بتفعيل هذه التوجهات، فأولاً نحن كمجلس دير عطية نحن مساهمون في شركة النبراس المالكة لجامعة القلمون، وهذا نعتبره مشروع استثماري، كما أن هناك عدة مشاريع نحاول الدخول بها لنستثمر بهذا الخصوص.

وبما يخص شركة ( خاتون ) قال زرزور : كل شركة لها عمل محدد، ولشركة خاتون عمل مخصص فهي شركة قابضة تقوم أساساً على إدارة الأموال، وهي برأسمال مبدئياً مليار ليرة ساهمنا كمجلس مدينة بخمسين مليون ليرة وهي تشكل 5 % من قيمة الشركة، وقد كانت هذه المساهمة من الاحتياطي المالي لمجلس المدينة، وشركة خاتون القابضة ستقوم باستثمار مشاريع وشركات وأسهم وسندات وما إلى ذلك، فالفكرة بالنسبة لنا هي أننا نحن كبلديات لدينا أموال احتياطية بحكم موازناتنا المستقلة الخاصة بنا، أي تبقى باسم البلدية فإذا لم نقم باستثمارها ستبقى جامدة، ولذلك نساهم في مثل هذه المشاريع حرصاً منا على القيام بدور إيجابي في هذا البلد.

أما مقر شركة خاتون القابضة فأوضح محاسب مجلس مدينة دير عطية أنه سيكون في دير عطية وذلك بجناح إداري ضمن مول قلمون المجاور للجامعة.     

مبادرات لا تنقطع

وكان مجلس مدينة دير عطية في محافظة ريف دمشق، سباقاً إلى استخدام الطاقة الشمسية الكهروضوئية، لتغذية مجلس المدينة بالطاقة الكهربائية بلا انقطاع، حيث تنتج ألواح الطاقة الشمسية التي تم تركيبها على سطح مبنى المجلس حوالي 10 ميغا واط ساعي، وتقدّر تكلفتها بــ 6 ملايين ليرة، وقد أعدّ المجلس خطة استراتيجية لتغطية جميع المكاتب في مبنى المجلس البلدي من الطاقة الكهروضوئية على مدار ساعات الدوام الرسمي وخاصة أثناء انقطاع التيار الكهربائي، لحل الكثير من الأمور، وتوفير الوقت على المواطنين، إضافة إلى حماية البيئة وتوفير المال العام.

ويأتي هذا المشروع – حسب رؤية المجلس – في إطار مساعي وزارة الإدارة المحلية والبيئة لنشر ثقافة ترشيد استهلاك الطاقة والاستفادة من طاقة نظيفة مستدامة باستغلال مصادر الطاقة المحلية وتعزيز مساهمتها في خليط الطاقة الكلي، إضافة إلى الفائدة غير المباشرة المتحققة من المشروع بتوفير المزيد من ساعات العمل للعاملين في إدارة المجلس، الذي يتوقع أن يدفع نجاح مشروع الطاقة الشمسية، بعض المجالس للاقتداء بهذه التجربة.

وفي بادرة فريدة من نوعها سبق وأن قام مكتب الخدمات في مجلس مدينة دير عطية ومن خلال فريق متطوع، بإيصال أسطوانات الغاز إلى منازل المسنين والمقعدين من ذوي الاحتياجات الخاصة الذين لا تسمح لهم أوضاعهم الصحية بمراجعة مراكز توزيع الغاز.

دير عطية باتت بالفعل نموذجاً جميلاً للمدن ولمختلف الوحدات الإدارية السورية، حيث تتضافر الجهود من الجميع من أجل مصلحة المدينة وتأمين الخدمات الأفضل للناس، فالمجتمع المحلي هناك لا يدع كل شيء على الدولة، حيث يساهم بما يستطيع إلى جانب الجهود الحكومية، ولذلك سمعنا عن ولادة مبادرة ( النور نورك ) بعد أن تعثّر أحد مواطنيها في الليل أثناء التقنين الكهربائي، حيث تمت إنارة أغلب الشوارع والأماكن المظلمة بالليدات بطريقة حضارية جداً.

 وسمعنا عن مبادرة إيصال طلاب المدينة إلى النبك مجاناً على حساب مبادرين ومتبرعين من المجتمع الأهلي، طوال فترة الامتحانات .. وعن سلل غذائية رمضانية وغير رمضانية، وما إلى ذلك من المبادرات والمظاهر الحضارية التي تشبه هذه المدينة الجميلة والتي يحق لها الابتسام .

( سيريا ستيبس )