حســـيـن صــــقر
لا شك أن المجتمع يرفض ظواهر وعادات كثيرة، ولاسيما التي تترك أثراً سلبياً على العلاقات الاجتماعية، ولاسيما إذا كانت تتعلق بالأمن الوطني، لكونها تسبب الخوف والرعب في أوساط الناس، وعلى سبيل المثال لا الحصر ظاهرة حمل السلاح غير المرخص، وذلك نتيجة الفوضى التي خلفتها الأزمة في سورية، وارتكاب بعض الأنظمة المجاورة جرائم تسهيل مرور الأسلحة وملحقاتها، لتصل بالنتيجة لأيدي أناس غير مؤهلين لحمل السلاح او استخدامه، وتعريض أنفسهم وغيرهم للخطر نتيجة ذلك.
بعض الشبان يتباهون بشكل علني بحمل أنواع الأسلحة، ولاسيما منها الفردية، حتى تفشّت تلك الظاهرة بشكل يلفت النظر، غير آبهين بعواقب هذه العادة، حتى وصل ببعضهم الأمر لأن يتقصد عرضه في الأماكن العامة ومحلات وأماكن التسوق كي يثير الخوف بين العامة، ويحصل على ما يريد فيما غيره ينتظر على الدور مستكيناً، كما أن منهم من يتعمد حمله أمام الفتيات للفت الأنظار والتباهي، ولغايات دنيئة في نفسه، بينما قسم آخر يحمله لغاية الدفاع عن النفس فيما لو تعرض لحادث ما أو مشكلة تخرج الأمور فيها عن سيطرته، ويكون في موقع المدافع.
على جميع الحالات هناك ضوابط قانونية لابد من مراعاتها لحمل السلاح الفردي، وأهمها رخصة حيازته وحمله، وضمن شروط التقيّد بآداب حمله، بالإضافة لضرورة تشديد القانون على كل من يخالف أو تسوّل له نفسه اقتناء السلاح دون موافقة الجهات المختصة التي لها وحدها الصلاحية في منح أو سحب السلاح وحسب الغاية التي تقتضيها المصلحة العامة.
فعاليات كثيرة من النساء والفتيات وحتى الشبان استهجنوا الأمر متسائلين، لماذا يلجأ البعض لحمل السلاح، وخاصة إذا لم يستدع الأمر ذلك، في وقت انحسرت فيه المجموعات الإرهابية وتقهقرت وباتت في بعض المناطق، وطالبوا بأن يتم سحب السلاح من أيدي المراهقين والمغرورين وملاحقتهم، وتطبيق أقصى العقوبات بمن يحمل أي نوع دون رخصة او تصريح.
وأضاف هؤلاء إن معظم المشاجرات تتطور بشكل سلبي نتيجة وجود السلاح في أيدي لا يقدر أصحابها زمن ومكان استخدامه، وهو ما يثير الرعب والخوف بين أفراد المجتمع، في الوقت الذي يضطر البعض الآخر للتنازل عن بعض حقوقه تفادياً لاستخدام السلاح وتخليف ضحايا بسبب مشكلة يمكن حلها بأبسط الطرق.
بعض الفتيات عبرن بالقول: إن ظاهرة حمل السلاح لا تغريهن او تغير من واقع حال ذلك الشاب شيئاً، لان الرجل بمواقفه وعقلانيته ومروءته، لا بطيشه وتهوره وعصبيته، واستخدامه السلاح بسبب ودون سبب، فضلاً عن أن السلاح إذا حمله طفل صغير أو طفلة أو شخص ضعيف البنية يشكل خطراً على غيره، وبالتالي القوة والشجاعة لا تقاس بحمل السلاح.
أخريات أكدن أن السلاح لا يقتصر على الأسلحة النارية، فهناك ايضاُ السكين وما يسمى بالشنتيانة والحربة والخنجر وغيرها.
فكل هذه القطع الحادة المؤذية يجب اتخاذ الإجراءات اللازمة والضرورية لمنعها، وإنزال أقصى العقوبات بمستخدميها لأنه مجرد إشهارها شروع بالقتل.
فتنة مباشرة يسببها أولئك المراهقون، تعبث بمصيرهم، فتنقلهم من براءة المرحلة وطموحها وإنجازاتها، إلى عالم الجريمة الأسود، ندق ناقوس الخطر بما يحمله من تهديد لمستقبل شباب يدفعهم التباهي وحب الظهور بين الأقران إلى حيازتها وحملها والافتخار بها، ثم ما هي إلا طعنة واحدة، أو طلقة حتى يجدوا أنفسهم وراء قضبان السجون أو على أسرّة المستشفيات أو لا قدر الله، القتل والدماء وفقدان الأرواح.