جديد 4E

مجلس بحجم الهموم

فارس تكروني

لم يعد كافيا من قبل أعضاء مجلس الشعب إقرار التشريعات القانونية و الموازنات و الاتفاقيات الدولية و الاستماع إلى الوزراء وما يقومون به من تنفيذ خطط واستراتيجيات وغيرها، في وسط مشحون، تتعالى به الأصوات والاتهامات تحت القبة، دون تحقيق جدوى عملية يتلمس المواطن منها ما يرجوه من تلك النقاشات سواء الهادئة منها أو الحادة، واعتقد أن موضة سماع التصريحات من قبل الأعضاء وتبادل الاتهامات في محاولة لكسر الهدوء في المجلس والظهور إعلاميا قبل الانتخابات القادمة أصبحت قديمة و مكشوفة لأي مراقب.

الآن وما نعيشه من حرب اقتصادية تستهدف ابسط مكونات العيش الأساسية للإنسان السوري، في محاولة لتحويله لأداة ضاغطة على العمل الحكومي عموما، و سماع الكثير من عبارات الاستهداف في الشارع السوري لبعض القضايا والمبادئ والثوابت الوطنية التي ضحى الشعب السوري بالآلاف من أبنائه لصونها تدعو للاستغراب و الخوف من استغلال هذا الواقع الحرج لتمرير ما عجز المتآمرون عن تحقيقه خلال حربهم العسكرية.  

الهموم الوطنية التي تقع على المجلس القادم لا شك أنها كبيرة، والخلاص منها يحتاج إلى أعضاء يمتلكون بالحد الأدنى سمات النزاهة و الشجاعة والمقدرة العلمية والعملية وعدم الاكتفاء بطرح تلك الهموم لمجرد الطرح فقط أو توجيه الأسئلة للوزراء وسماع أجوبتهم وعدم تحقيق جدوى منها سوى إضاعة الوقت والاستعراض الإعلامي دون الوصول إلى معالجة تلك الهموم وعلى رأسها الواقع المعيشي للمواطن السوري، و تحقيق ما سبق يأتي أولا بتغيير آلية الانتخاب والترويج له من خلال تحريض أصحاب العقول الوطنية والعلمية للترشح و الوصول إلى المجلس.

و اعتقد أنه بات علينا اختيار الأكفا  و الابتعاد عن المرشحين الذين لم يقدموا شيئا في الدورة السابقة، فوصول أعضاء جدد سيخلق نوعا من التجديد والتغيير، وهذا يحتاج إلى آمرين، الأول يأتي من خلال دعم أسماء تتمتع بقدرات شخصية وعلمية تؤهلهم ليكونوا في هذا المجلس، ونأمل في هذا الإطار أن يكون ما انتهجه حزب البعث العربي الاشتراكي في اختيار مرشحيه أنموذجا جديدا يصب في هذا التوجه، و إيصال الكفاءات والخبرات من قبل القواعد الحزبية.

الأمر الثاني يقع على الناخبين اختيار ما يرون أنه كفؤ لان يغير ما يمكن تغييره من هذا الواقع المرير، والابتعاد عن الحسابات الأخرى التي لم تنفع في نتائجها الوطن والمواطنين.

فهل سيكون مجلس الشعب القادم بحجم الهموم الواقعة على بلدنا..؟ نأمل ذلك