جديد 4E

داخل المنطق وخارجه

حسين صقر

يحدونا الأمل ونحن مقبلون على انتخابات مجلس الشعب التشريعية أن يضع المرشحون في أذهانهم أمراً مختلفاً عما اعتاده من سبقهم إلى ما تحت القبة، حيث لا أهداف للنائب – على الأغلب – إلا خدمة مصالحه، والحصول على الامتيازات الخاصة به كعضو، سواء كانت مادية أم معنوية.

كذلك من المفترض أن يضع الناخب نصب عينيه أن المرشح الذي سبق له التنقل في المناصب القيادية وغيرها، واليوم في طريقه إلى المجلس أن هذا الشخص انتهت فعاليته وخلص كازه، ولو أراد أن يسدي بخدماته للمواطن الناخب المغلوب على أمره، لقدمها وهو في المكاتب التنفيذية، والمفاصل التي كان صاحب القول والشور فيها، ولذلك لابد من صرف النظر عنه وجعله نسياً منسياً، وعدم انتخابه، بل وأكثر من ذلك العمل مع الجهات المعنية لمنع وصوله إلى المجلس الموقر.

فمجلس الشعب تُعرف مهامه وأهميته من اسمه، لأنه يُعنى بهموم المواطن وتلبية حاجاته ومتطلباته المعيشية والخدمية، في وقت حوّله بعض المتسلقين وأصحاب المصالح الضيقة إلى مجرد مكاتب لتسيير معاملاتهم التجارية وصفقاتهم المشبوهة.

كما أن على هذا المرشح أو ذاك، والذي يعرف نفسه أكثر من غيره، ويدرك نياته المبيتة والعلنية أن يبقى بعيداً مفسحاً المجال لمن تجري في عروقهم النخوة والمروءة وحب الناس والسهر على تلبية مطالبهم، لا من اختلطت رائحة أنفاسهم بالفساد وتلوثت أيديهم بسرقة المال العام، واللهاث خلف تنفيذ المعاملات المخالفة والتي تضر بأمن الوطن والمواطن.

فداخل المنطق أن يبقى أولئك بعيدون عن عتبة المجلس وقبته، وخارج ذاك المنطق أن يعمل الجميع لإيصال تلك الفئة الضالة وتعكير أجواء المجلس وتلويث مقاعده..فهل من مجيب؟!