جديد 4E

قدموا ” البالون ” لأطفالكم كي يرتقوا .. !

 

 

 

غصون سليمان – للسلطة الرابعة

 

هل خطر ببال أحدكم يوما أن يقدم لابنه أو لأي طفل يحبه “بالونا” في عيد ميلاده أو أي مناسبة أخرى؟ ربما قلة، وربما لا أحد.. وذلك لاعتبارات كثيرة اجتماعية ومادية ونفسية، إذ ليس لائقا بالعرف الخاص والعام ان تقدم هكذا اشياء بدلاً من هدية ثمينة، لباس، العاب متنوعة، مال، ساعة أطباق من الحلوى .

ولأننا نجهل خصوصية فوائد البوالين التي تحضر في كل زينات أعياد الميلاد ورأس السنة، والأعراس والأفراح ورياض الأطفال ، وأنها مجرد لعبة آنية قليلة الاحتضان في أيدي الطفل لسهولة عطبها.

إلا ً انً الحالة عند أحد المفكرين مختلفة تماما في نظرته ورؤيته حيث نقلت الروايات هذا القول: لو كان لي ابن فسأسعى إلى أن يكون البالون أكثر ألعابه، وأشتريه له باستمرار. فلعبة البالون تعلمه الكثير من فنون الحياة. تعلمه أن يصبح كبيراً، ولكن بلا ثقل ولا غرور، حتى يستطيع الارتفاع نحو العلا. تعلمه فناء ما بين يديه في أي لحظة وفقدانه يمكن أن يكون بلا مبرر أو سبب، لذلك عليه ألا يتشبث بالأمور الفانية، وألا يهتم بها إلا على قدر معلوم. وأهم ما سيتعلمه من البالون ألا يضغط كثيرا على الأشياء التي يحبها، وألا يلتصق بها لدرجة يؤذيها ويكتم أنفاسها، لأنه سيتسبب في انفجارها وفقدها للأبد، فالحب يكمن في إعطاء الحرية لمن نحبهم.

وسيعلّمه البالون أن المجاملة والمديح الكاذب وتعظيم الأشخاص للمصلحة يشبه النفخ الزائد في البالون، ففي النهاية سينفجر في وجهه، وسيؤذي نفسه بنفسه، وسيدرك في النهاية ان حياتنا مرتبطة بخيط رفيع، كالبالون المربوط بخيط حريري لامع، ومع ذلك تراه يرقص في الهواء غير آبه بقصر مدة حياته أو ضعف ظروفه وإمكاناته.

نعم سأشتري له البالون باستمرار، وأحرص أن أنتقيه من مختلف الألوان، كي يحب ويتقبل الجميع بغض النظر عن أشكالهم وخلفياتهم.

وبالتالي كم نحتاج الى أن تكون حياتنا هكذا.

 

ولمزيد من المعلومات، تشير الأبحاث أن المطاط الذي تصنع منه غالبية البالونات، يؤخذ من مادة تستخرج من سيقان أشجار تنمو في

المناطق الحارة. موطن المطاط الأصلي البرازيل، قبل ان يقوم رجل إنكليزي يدعى فاريس عام 1873 بخداع السلطات البرازيلية، وتهريب 2000 بذرة من بذور أشجار الهيفيا، ويذهب بها إلى إنكلترا، التي أرسلت بعدها إلى الهند وسيلان،

ونجحت زراعتها هناك ونمت بشكل طبيعي. كما أنشأ الهولنديون بعدها مزارع أخرى للمطاط في أندونيسيا، وأقام الأميركيون مزارع مماثلة في ليبيريا، وفعل ذلك أيضا الفرنسيون في الهند الصينية، واليوم تعتبر ماليزيا من أكبر منتجي المطاط في العالم، وينتج أحد مصانعها أكثر من 40 مليارا من كفوف المطاط، التي تستخدم في الطب والمنزل والصناعة.

كما عرف الأوروبيون، والعالم، المطاط عام 1521، عندما رأى الأسبان المستعمرون بعضاً من أهالي المكسيك يستخدمون مادة مرنة في بيوتهم تسمى «كاو أوتشو» Cao Achu، وتعني «شجرة الدموع»، التي منها اشتق الاسم الشائع للمطاط حاليا وهو «الكاوتشوك» . وفي عام 1766 عرفت أول فائدة للمطاط، وهي قدرته على محو الكتابة على الورق بالقلم الرصاص.

وفي 1823 قام الإسكتلندي تشارلز ماكنتوش باستخدام المطاط اللزج في صنع نسيج لا ينفد منه الماء، وكانت تلك بداية تصنيع المعاطف الواقية من المطر. ولكن الفضل في صناعة بالونات المطاط يعود الى العالم الإنكليزي الكبير مايكل فاراداي، وكان ذلك عام 1824، . وكانت قبلها تصنع البالونات من مثانة الحيوانات المجففة وأمعائها، قبل أن تصبح هذه من الأطعمة الشعبية الشهيرة في بلاد الشام، ولبنان بالذات.