السلطة الرابعة – آنا عزيز خضر
كيف تتمازج ألوان الإبداع فتحلق في آفاق تدهشنا وتطلعنا على عوالم مبهرة.. ؟ ألوان الإبداع الذي تحولت مفرداته من عالم إلى آخر جديد، وفيه تحولت مفردات تشكيلية إلى ألحان موسيقية، ليتحول الخط واللون والمعنى، إلى نوتة موسيقية يعزفها فنان ماهر، ويُرينا كيف انتقلت اللوحة والمشاعر الساكنة فيها، إلى لحن موسيقي عذب..؟
ها هي لوحات تشكيلية لفنانين، كان لهم معرضهم في المركز الوطني للفنون البصرية، وهم الفنانون “أحمد طلاع” و”مجد الحناوي” و”صلاح حرب” و”خزيمة العابد”.
إنها فنون تتحول إلى لوحات من المشاعر والأحاسيس والحاﻻت الإنسانية.. من الحزن إلى الفرح إلى الأمل. إنها الموسيقى تلك اللغة الرائعة، وتلك الانامل الساحرة التي عزفت على مجموعة من الآﻻت الموسيقية، لوحات تشكيلية نهضت من سباتها كي تضج بالحركة وتتحول إلى شعلة من المشاعر.
المشاعر التي تنطلق وفق مفردات جديدة تناغمت مع لوحتها، وتماهت مع شكلها الجديد، تشهدنا على إبداعات خلاقة جديدة لم تكن لولا وجود فنانين مهرة، استطاعوا ترجمة تلك اللوحات إلى عالم من الأنغام، وقد عزفها أعضاء الفرقة العربية للموسيقى الشرقية، واستطاعت تحويل لوحات تشكيلية إلى مشاهد فنية أخاذة، يندر تحققها لولا وجود فنانين آكاديميين أخذت أيديهم على الخلق والإبداع.
هو الإبداع الذي عرفناه عند الفنان السوري الساعي دوماً إلى تقديم كل ما هو جديد ومبهر في عالم الفن، وهو ما جسدته مشهديه “صدى لوحه” عندما نقلت تشكيلات فنية متنوعة إلى عالم من الموسيقى التي تحدثت بلسان تلك اللوحات، وفق إبداع موسيقي فريد من نوعه، وجديد في آلياته، ومتميز في لغته الخلاقة، وهو ما أكده المايسترو “عدنان فتح الله” قائد الفرقة الوطنية بقوله: إن التجربة مميزة وفريدة بترجمتها آثر اللوحة إلى موسيقى، وهي تجربة تميز فيها التمازج إبداعياً وفكرياً وإنسانياً، بين فناني اللوحات والموسيقى، لإطلاق صدى اللوحات..